لا اتفاق في مجلس الأمن بشأن السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

فشل مجلس الأمن، أول من أمس، بإصدار بيان بشأن السودان بسبب اعتراض الصين مدعومةً من روسيا. وعقد المجلس جلسة مغلقة بشأن السودان بطلب من ألمانيا وبريطانيا، بعد إعلان المجلس العسكري الانتقالي نيته إجراء انتخابات في غضون 9 أشهر، وبعد أحداث العنف التي شهدها محيط الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للجيش.

واستمع المجلس لإحاطة المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدعم جهود الوساطة في المفاوضات في السودان، نيكولاس هايسوم، الذي عبر عن قلقه إزاء الوضع هناك، داعياً إلى وقف العنف، ومؤكداً دعمه لجهود الاتحاد الأفريقي.

وقال هايسوم: «لن نفتح باب مفاوضات آخر مع الأمم المتحدة، وندعم الإطار الزمني الذي وضعه الاتحاد الأفريقي لتشكيل حكومة مدنية انتقالية الذي ينتهي أواخر الشهر الجاري، ونحن ندعم شعب السودان في البحث عن انتقال منظم ومتفق عليه بقيادة مدنيين».

تهيئة الظروف

كما أعلن هايسوم رفضه لوقف التفاوض والدعوة إلى إجراء انتخابات في غضون تسعة أشهر، وهو الموقف ذاته الذي عبرت عنه الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج في بيان مشترك، مشيرين إلى أن الانتخابات تحتاج إلى تهيئة الظروف المناسبة لتكون حرة ونزيهة.

من جهته، أكد السفير الألماني كريستوف هوسجن قبل الاجتماع، ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات.

وبحسب المصادر، رفضت الصين داخل الاجتماع المغلق إصدار أي قرار يندد بالأحداث في السودان باعتبارها شأناً داخلياً. أما روسيا وفي بيان لخارجيتها، فرحبت بقرار المجلس الانتقالي السوداني، داعية الأطراف السودانية للتحلي بأقصى درجات المسؤولية وحل النزاع سلمياً، ورفضت أي تدخل أو ضغوط خارجية.

ووزّعت بريطانيا وألمانيا خلال الاجتماع بياناً صحافياً يدعو المجلس العسكري الانتقالي والمتظاهرين في السودان إلى «مواصلة العمل معاً نحو حل توافقي للأزمة الحالية»، وفقاً لمسودة البيان.

غير أن الصين اعترضت بشدة على النص المقترح، فيما شددت روسيا على ضرورة أن ينتظر المجلس رداً من الاتحاد الأفريقي، بحسب ما قال دبلوماسيون.

لا توازن

واعتبر نائب السفير الروسي ديمتري بوليانسكي أن النص المقترح «غير متوازن»، مشدداً على ضرورة «توخّي حذر شديد» حيال الوضع. وقال للصحافيين بعد الاجتماع الذي دام ساعتين: «لا نريد الترويج لبيانٍ غير متوازن، فذلك قد يُفسد الوضع».

وبعد فشل مجلس الأمن في الاتفاق، أعربت ثماني دول أوروبية (بلجيكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وهولندا والسويد) في بيان مشترك عن قلقها البالغ من الأوضاع في السودان. وقال البيان الأوروبي: «ندعو إلى نقل متفقٍ عليه للسلطة إلى حكومة يقودها مدنيون، كما طالب الشعب السوداني».

Email