موسكو صعّدت القصف بعد استهداف «حميميم» وتسلّم «النصرة» صواريخ «تاو»

الخلاف الروسي التركي يتفاقم في الشمال السوري

ت + ت - الحجم الطبيعي

صعّد الطيران الروسي، أمس، هجماته على ريف محافظة إدلب، إثر استهداف مدينة سراقب شرقي المحافظة، وذلك بعد ساعات من استهداف ما تسمى بـ «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، لقاعدة حميميم الروسية بريف اللاذقية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الروسية، عن استهداف قاعدة حميميم بريف اللاذقية بـ 17 قذيفة، من قبل مقاتلي هيئة تحرير الشام.

وعلقت القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية، على التطورات العسكرية الأخيرة بريف حماة الشمالي الغربي، بظهور صواريخ «تاو» أرض جو، مشيرة إلى سماح أمريكا لفصائل المعارضة باستخدام التاو في المعارك.

وتساءلت القناة المركزية للقاعدة، عن طريقة وصول السلاح إلى الجبهات، في إشارة روسية إلى احتمال الرد القاسي على «النصرة».

وتأتي هذه التطورات، وسط حديث في وسائل الإعلام، عن بوادر خلاف بين روسيا وتركيا، بسبب الحملة الروسية على إدلب وحماة، وتقدمها في المنطقة منزوعة السلاح، فيما يرى الروس أن تركيا عجزت عن لجم «النصرة» وبعض الفصائل المحيطة بها عن وقف استهداف قاعدة حميميم وقوات الجيش السوري.

وقال العقيد مصطفى بكور القيادي في «جيش العزة» المدعوم من تركيا، إن تركيا لا تعارض شن الفصائل العسكرية هجوماً على مواقع الجيش السوري والمجموعات المساندة له شمال حماة، مشيراً إلى وجود خلافات بين تركيا وروسيا حول التزامات الأخيرة بالاتفاقات الموقعة بينهما، لذلك، يرى أن الوقت حان للتخلص من قيود أستانة وسوتشي، معرباً عن اعتقاده بأن المعارك ستستمر.

ويرى مراقبون أن التفاهمات الأمنية بين الدول الضامنة، روسيا وتركيا وإيران، انتهت بعد المعارك الأخيرة في الشمال السوري، مرجحين المزيد من الانهيارات العسكرية في الأيام المقبلة، فيما لوحظ المشاركة الإيرانية في المناوشات حول الشمال السوري بين روسيا وتركيا، الأمر الذي اعتبره مراقبون، خروجاً إيرانياً من معارك الشمال، وترك روسيا والجيش السوري في المواجهة.

وبيّن المراقبون أن بوادر الخلاف الروسي التركي في الشمال السوري، يظهر في مشاركة فصائل درع الفرات، وما يسمى «غصن الزيتون» المدعومة من تركيا، إذ ذكرت المعارضة السورية المسلحة، أن عناصر هذه الفصائل متوزعين على عدد من محاور القتال حول كفرنبودة وحرش الكركات، ما ينم على عمق الخلاف بين أحد أهم دولتين راعيتين لاتفاق الأستانة، وكذلك سوتشي، لحل الأزمة السورية على المستوى السياسي والعسكري.

وفي سياق متصل، وبعد يومين من التطورات الأخيرة في كفرنبودة، أعلن الجيش السوري، أمس، عن إعادة انتشار قواته على أطراف بلدة كفرنبودة، الأمر الذي يعد اعترافاً بانسحابه من البلدة للمرة الأولى، رغم مرور أكثر من 24 ساعة على إعلان المعارضة للتحرير.

وأكدت مصادر إعلامية، ارتكاب المعارضة المسلحة، وخصوصاً هيئة تحرير الشام، جرائم مروعة بحق جنود من الجيش السوري.

من جهته، قال المحلل العسكري، العقيد فايز الأسمر، إن المعارك في الشمال السوري، أصبحت بمثابة كسر عظم بين الطرفين، لافتاً إلى أن استعادة كفرنبودة من الحكومة السورية، ستكون نقطة لاستئناف المعارك بين الطرفين، حتى يتم الاتفاق على مصير ريف حماة، وكذلك مدينة إدلب.

قتلى المعارك

وتسببت المعارك وعمليات القصف على مناطق عدة في ريف حماة الشمالي، المجاور لمحافظة إدلب، بمقتل 20 شخصاً على الأقل، بينهم خمسة مدنيين، جراء غارات نفذتها طائرات الجيش السوري، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.وأحصى المرصد أمس، مقتل 11 عنصراً من «النصرة» والفصائل، مقابل أربعة من قوات الحكومة السورية، في الاشتباكات وعمليات القصف على محاور عدة في ريف حماة الشمالي، لا سيما في بلدة كفرنبودة ومحيطها.

دعوة أمريكية لوقف إطلاق النار

دعت الولايات المتحدة إلى وقف إطلاق النار مجدداً في سوريا. وقال الممثل الأمريكي الخاص بسوريا، جيمس جيفري «ما نحتاجه حقاً في إدلب وباقي أنحاء البلاد، هو وقف إطلاق النار». وأضاف أمام لجنة بمجلس النواب «لذلك، فنحن نشارك بشكل كبير في محاولة لوقف هذا».

وأردف قائلاً «هذه الصراعات والهجمات المتبادلة... تضع ضغطاً كبيراً على المدنيين، وتزيد من احتمال نشوب صراع بين الأمم». وعندما سئل عن استخدام الأسلحة الكيماوية، قال جيفري إن الولايات المتحدة لا تزال تتابع بحرص أي هجوم محتمل من هذا النوع، لكنه أضاف أنها لا تملك تأكيداً.

وقال «ليس لدينا حتى هذه اللحظة أي تأكيد بأن الكلور هو المادة التي يزعم أنها استخدمت. لم ننتهِ من مراجعتنا». وأضاف جيفري أن الولايات المتحدة تتواصل مع روسيا للمساعدة في خفض تصعيد الصراع في إدلب. وقال «رغم الهجوم المأساوي هناك في الآونة الأخيرة، أكدت موسكو مجدداً، على الورق على الأقل، التزامها باتفاق وقف إطلاق النار مع الأتراك».

 

Email