الإمارات.. دور دولي فاعل في التخفيف من معاناة لاجئي الروهينغا

ت + ت - الحجم الطبيعي

 تقود دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عام 2017 حراكا إقليميا ودوليا مؤثرا للتخفيف من معاناة اللاجئين الروهينغا في بنجلاديش، وتحسين ظروفهم المعيشية.

وتواصل الإمارات منذ ذلك التاريخ تنفيذ المبادرات والحملات الإنسانية التي تستهدف توفير مقومات العيش الكريم للاجئين الروهينغا في مخيمات الإيواء وذلك انسجاما مع منظومة القيم الأخلاقية التي يقوم عليها مجتمعها المحلي والمتمثلة في التسامح والمحبة، واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية.

وتأتي حملة "من الإمارات لأطفال ونساء الروهينغا" التي أطلقتها دولة الإمارات، بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، بمثابة مرحلة جديدة في التعامل مع أزمة اللاجئين الروهينغا يتم من خلالها تفعيل الانتقال من حالة الاستجابة الطارئة إلى حالة مواجهات التداعيات والاحتياجات المتزايدة في مجال الصحة والتعليم وتوفير الغذاء والماء وخدمات الصرف الصحي لنحو 1,2 مليون لاجئ غالبيتهم العظمى من الأطفال والنساء وكبار السن.

وتعتبر الإمارات من أوائل الدول التي تحركت على الصعيد السياسي والدبلوماسي والإنساني من أجل نصرة قضية مسلمي الروهينغا في ميانمار والمطالبة بوضع حد للممارسات الوحشية والتصفية العرقية التي يتعرضون لها.

ونددت الإمارات بالوضع الإنساني المتدهور للاجئي الروهينغا وشجبت استخدام القوة ضدهم، مطالبة في سبتمبر 2017 خلال كلمة أمام الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان المجتمع الدولي بتحرك جماعي لوضع حد لمأساتهم.

وسارعت الإمارات منذ بدء أزمة اللاجئين الروهينغا ونزوحهم بشكل جماعي نحو بنغلادش، إلى تقديم مختلف أوجه المساعدة للاجئين والعمل على التخفيف من معاناتهم الإنسانية.

وتعهدت الإمارات خلال مشاركتها في مؤتمر المانحين الخاص بأزمة اللاجئين الروهينغا في جنيف بتاريخ 23 أكتوبر 2017 بتقديم سبعة ملايين دولار لتخفيف معاناة هؤلاء اللاجئين.

وسيرت الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" خلال الربع الأخير من العام 2017 جسرا جويا لنقل المساعدات الغذائية والإغاثية إلى لاجئي الروهينغا في بنجلاديش، حيث نقلت تسع طائرات ما يزيد على 550 طنا من الإمدادات بقيمة وصلت إلى نحو 8.5 مليون درهم - حوالي 2.31 مليون دولار - بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

وتعزيزا لواقع الخدمات الصحية المقدمة للاجئين الروهينغا .. جاء افتتاح المستشفى الإماراتي البنغلاديشي الميداني التطوعي في منطقة " كوكس بازار " البنغلادشية، لتكون الإمارات أول دولة عربية تدشن مستشفى ميدانيا للاجئين الروهينغا .

ويقدم المستشفى أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والوقائية للأطفال والمسنين من اللاجئين، بإشراف أطباء إماراتيين وبنجلاديشيين بمبادرة مشتركة من " زايد العطاء "، وجمعية " دار البر" ومؤسسة " بيت الشارقة الخيري "ومجموعة مستشفيات السعودي الألماني، وبإشراف برنامج الإمارات للتطوع المجتمعي والتخصصي، وبالشراكة مع مؤسسة الأمل للأمومة والطفولة البنجلاديشية والتنسيق مع القنوات الرسمية.

وشهدت بداية عام 2018 افتتاح المستشفى الماليزي السعودي الإماراتي الميداني في مدينة " كوكس بازار " في منطقة أوكي بازار في بنغلاديش، وقد تم تزويده بأحدث الأجهزة التي قدمتها الإمارات مما مكنه من إحداث نقلة نوعية على مستوى الخدمات المقدمة للاجئين عبر وحدات العناية والأشعة والتخدير والعمليات الجراحية بجانب حافلات طبية " سيارات الإسعاف " إضافة إلى المختبر وصيدلية متكاملة.

وأعلنت الإمارات في 8 مايو 2018 عن مبادرة للتعاون مع مفوضية اللاجئين في برنامج للتغذية خاص باللاجئين الروهينغا في بنغلاديش لتلبية احتياجات 132 ألفا و700 لاجئ بمن فيهم 78 ألف امرأة وطفل بقيمة مليوني دولار، حيث يقدم البرنامج العلاج الغذائي الضروري مع تركيز خاص على الأطفال والأمهات حيث نظمت المفوضية برامج للتغذية في 10 مخيمات تابعة لمخيمات كوتوبالونغ وتشاكماركول ونايابارا.

وأكدت الإمارات أنها ستزيد من دعمها للمفوضية ووكالات الأمم المتحدة وجميع المنظمات الإنسانية للمساعدة في تقديم المساعدة والإغاثة للاجئين الروهينغا .

ودشنت الإمارات مطلع مايو 2018 مشروع 100 بئر لتوفير المياه النظيفة للاجئين الروهينغا في مخيم كوكس بازار في بنغلاديش والذي تشرف على تنفيذه هيئة الهلال الأحمر الإماراتي وعدد من الجهات الإماراتية المانحة.

وتواصل الهيئات والمؤسسات الإماراتية منذ مطلع العام الجاري تقديم كافة أشكال الدعم للاجئي الروهينغا في بنغلاديش، حيث ساهمت مؤسسة نور دبي في التصدي لمشكلة العمى التي يوجهها اللاجئون هناك ووفرت مستلزمات العلاج لـ 2000 شخص من اللاجئين وأجرت نحو 500 عملية جراحية.

وتنفيذاً لتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، دشنت الهيئة في 24 مارس الماضي عدداً من المشاريع الخدمية بمخيمات اللاجئين الروهينغا في جمهورية بنجلاديش لتحسين بيئة الحياة داخلها، وجعلها أكثر ملاءمة لطبيعة الظروف التي يواجهها اللاجئون في الوقت الراهن.

وتضمنت المشاريع توفير مصادر المياه الصالحة لسكان المخيمات التي تفتقر لهذا المصدر الحيوي من خلال حفر مئات الآبار، وإنشاء خزانات كبيرة لضمان استمرارية توفير المياه طوال اليوم وتأهيل مرافق الخدمات الصحية ودورات المياه، وذلك في إطار جهود الهيئة لتعزيز جودة الخدمات للاجئين.

وفي مارس أيضا دشنت حملة الشيخة فاطمة الإنسانية مخيم زايد الخير لعلاج الآلاف من النساء والأطفال من لاجئي الروهينغا بإشراف فريق طبي إماراتي بنجلاديشي تطوعي مشترك من أطباء الإنسانية تزامناً مع "يوم الأم" العالمي وفي رسالة حب وعطاء من أبناء زايد الخير وتحت شعار "على خطى زايد".

وجاءت الحملة في إطار برنامج "كلنا أمنا فاطمة" وبمبادرة إنسانية مشتركة من زايد العطاء والاتحاد النسائي العام وجمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومؤسسة الأمل البنجلاديشية في نموذج مميز ومبتكر يقدم خدمات تطوعية تشخيصية وعلاجية ووقائية مجانية للمرضى اللاجئين بغض النظر عن اللون أو الجنس أو الديانة أو المذهب انسجاما مع توجيهات القيادة الحكيمة بأن يكون عام 2019 عام التسامح.

Email