باريس: أوروبا لن تخضع لتهديدات طهران

البنتاغون: الحشود العسكرية الأمريكية ردعت إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الولايات المتحدة أن التحرك العسكري الأمريكي عبر نشر حاملة طائرات وقاذفات استراتيجية في الخليج، ردع إيران عن شن أي هجمات محتملة ضد المصالح الأمريكية في المنطقة، رغم تحذيرها من أن التهديدات ما زالت قائمة، في وقت دعا الكونغرس الأمريكي إلى تكثيف الضغط على طهران، وسط استياء فرنسي من تهديدات إيران بالانسحاب الكامل من الاتفاق النووي.

وأعلن وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة باتريك شاناهان أن تحرك الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائرات وقاذفات في الخليج أتاح «درء مخاطر هجمات ضد أمريكيين» تشنها إيران.

وقال شاناهان: «نحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات». وسيطلع شاناهان لاحقاً البرلمانيين الأمريكيين في جلسة مغلقة على تطورات الوضع الراهن بين الولايات المتحدة وإيران.

وأكد جدية المعلومات الاستخبارية التي استندت إليها الإدارة الأمريكية لتبرير إرسال حاملة طائرات وقاذفات «بي-52» وبارجة وبطارية صواريخ باتريوت من أجل التصدي لتهديدات إيرانية محتملة. وقال الوزير الأمريكي: «لقد تحدّثنا عن تهديدات ووقعت هجمات» في إشارة إلى «الأعمال التخريبية» ضد أربع سفن في الخليج والتي نددت بها الإمارات والسعودية.

وتابع: «ما أريده هو تأكيد موثوقية المعلومات»، مضيفاً أن «إجراءاتنا كانت حذرة جداً وقد تمكنا من درء مخاطر وقوع هجمات ضد أمريكيين».

ولدى سؤاله عن تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب خفف فيها من وقع التهديد الوشيك الذي قد تشكّله إيران قال شاناهان: «هناك خطر ونحن نتولى التعامل معه». وتابع: «لا يعني ذلك أن التهديدات التي حددناها قد زالت»، مضيفاً «أعتقد أن ردنا الحذر قد أعطى الإيرانيين الوقت للتفكير».

استنتاج غير نهائي

في الأثناء، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إنه «من الممكن جداً» أن تكون إيران مسؤولة عن تخريب المصالح النفطية الخليجية. لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة لم تتوصّل إلى «استنتاج نهائي» يمكن عرضه علناً حول عمليات التخريب الغامضة لناقلات نفطية في خليج عمان أو استهداف محطّتي ضخ لخط أنابيب رئيسي في السعودية لهجوم بطائرات مسيّرة.

وأضاف بومبيو في تصريح إذاعي «بالنظر إلى جميع النزاعات الإقليمية التي شهدناها في العقد الماضي وشكل هذه الهجمات، يبدو أنه من الممكن جدا أن تكون إيران وراءها».

وتابع بومبيو: «الأهم هو أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأمريكية والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة والذي يهدد بحق بتصعيد الوضع بحيث ترتفع أسعار النفط».

الكونغرس يضغط

إلى ذلك، طالب مئات من أعضاء الكونغرس الأمريكي، الرئيس ترامب بتكثيف الضغط على إيران وروسيا فيما يتعلق بأنشطتهما في سوريا، وكذلك على ميليشيا حزب الله اللبنانية. كما أعرب الأعضاء عن قلقهم من استمرار الوجود الأمريكي في سوريا، قائلين إنهم «قلقون للغاية» من الجماعات الإرهابية الموجودة هناك.

ووقع نحو 400 من أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، على خطاب إلى ترامب قائلين «في الوقت الذي يتعرض فيه بعض أقرب حلفائنا في المنطقة لتهديدات، تلعب قيادة الولايات المتحدة ودعمها دوراً حاسماً كعهدها».

جبهة موحدة

من ناحيته قال وزير الدفاع الأمريكي السابق جيمس ماتيس إن الرئيس دونالد ترامب اتخذ قرار تعزيز الوجود العسكري في الشرق الأوسط لردع إيران، وليس لشن حرب. وفي لقاء خاص مع «سكاي نيوز عربية»، دعا ماتيس، دول المنطقة إلى تشكيل جبهة موحدة لمواجهة إيران، ودفعها لتغيير «سلوكها التدميري».

وعن تقييمه للوضع في المنطقة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني، قال: «من الواضح أن ما نحاول أن نفعله هو تصحيح بعض النقائص في الاتفاق. وطبعاً، هذه هي مهمة الدبلوماسيين، وزعماء الدول».

وأضاف «حينما ارتفعت بوادر القلق، اتخذ الرئيس القرار بتعزيز الحضور العسكري والعمل مع أصدقائنا في المنطقة، للحفاظ على موقف رادع حتى نحل المشكلة الرئيسة، المتمثلة في سلوك إيران، ونتوصل إلى اتفاق جديد ملزم معها».

وفيما يتعلق بدلالة الحشد العسكري الأمريكي الأخير في الخليج العربي، قال: «ما نحاول أن نفعله هو الحفاظ على السلام، وليس شن حرب. نحن نحذر إيران حتى تتوقف عما فعلته أخيراً قرب ميناء الفجيرة وفي حقول السعودية النفطية (..) هناك الكثير من الوسائل التي لا ترقى للحرب، ويمكن أن نستعملها لحل هذه المشكلات».

وعدد ماتيس بعضاً من الانتهاكات الإيرانية، مشيراً إلى محاولة النظام الإيراني اغتيال السفير السعودي في واشنطن، ودورهم في الحرب في اليمن، مشدداً على أهمية أن «تجتمع معاً كل الدول التي تريد السلام، والدول التي تريد الرفاهية وحرية الملاحة، لضمان مواجهة سلوك إيران».

تهديدات

إلى ذلك أكد وزير المالية الفرنسي، برونو لومير، أن تهديدات إيران بالانسحاب من الاتفاق النووي لا تفيد تأسيس الآلية التجارية للمعاملات بين إيران وأوروبا. وأضاف قائلاً: «أوروبا لن تخضع للتحذيرات الإيرانية». وكانت إيران أطلقت مواقف عدة مهددة بتقليص التزاماتها في الاتفاق النووي، وحتى الانسحاب منه إذا لم تتمكن أوروبا من تفعيل الآلية المذكورة.

Email