ترامب: السياسة الأمريكية تربك إيران

سليماني يأمر ميليشيات عراقية بالاستعداد لحرب بالوكالة

تجهيزات عسكرية أمريكية في منطقة الخليج | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن السياسة الأمريكية تربك إيران حول التوترات الأخيرة في المنطقة، في إشارة إلى التقييمات المتضاربة الصادرة من واشنطن حول الاستعداد للحرب والسلم، في وقت كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن أحد أبرز القادة العسكريين في إيران التقى أخيراً قادة الميليشيات العراقية في بغداد وطلب منهم «الاستعداد لحرب بالوكالة».

وشدد ترامب على أنه «أمر جيد» أن تتسبب السياسة الأمريكية بإرباك إيران. وشن الرئيس الأمريكي على تويتر هجوماً حاداً على وسائل الإعلام بسبب ما سماه «التغطية الخاطئة وغير الدقيقة لإيران». ولكن من وجهة نظره فإن التغطية كان لها أثر إيجابي واحد. وقال: «على الأقل إيران لا تعرف كيف تفكر، وهو ما يعد في هذا الوقت أمراً جيداً».

وأصدر البيت الأبيض مؤشرات مختلفة خلال الأيام الأخيرة، فيما ذكرت وسائل إعلام أمريكية أن خلافاً كبيراً يدور في حكومة ترامب حول طريقة التعامل مع إيران.
تحرك سليماني
بالمقابل، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن أحد أبرز القادة العسكريين في إيران التقى أخيراً قادة ميليشيات عراقية في بغداد وطلب منهم «الاستعداد لحرب بالوكالة». وبحسب مصادر استخباراتية تحدثت للصحيفة، استدعى قاسم سليماني قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ميليشيات الحشد الشعبي العاملة تحت مظلة طهران منذ ثلاثة أسابيع، وسط توترات متصاعدة في المنطقة.

وقال أحد المصادر إنه «على الرغم من أن سليماني يلتقي بصفة مستمرة مع قادة الميليشيات على مدار الأعوام الخمسة الماضية، فإن طبيعة اللقاءات الأخيرة كانت مختلفة؛ فهي ليست دعوة لحمل السلاح، وليست بعيدة عن ذلك أيضاً»، على حد تعبيره.

وأدت اللقاءات بين سليماني وقادة الميليشيات إلى موجة من الأنشطة الدبلوماسية بين المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين والعراقيين، الذين يحاولون إبعاد شبح الاشتباكات بين طهران وواشنطن والآن يخشون أن العراق قد يصبح ساحة للصراع.

إجراءات استباقية

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذه اللقاءات دفعت الولايات المتحدة لاتخاذ قرار بإخلاء الموظفين الدبلوماسيين غير الضروريين من السفارة الأمريكية في بغداد وأربيل، ورفع حالة التهديد الأمني بالقواعد الأمريكية في العراق، كما رفعت بريطانيا حالة التهديد الأمني لقواتها في العراق.

وأوضحت المصادر الاستخباراتية أن قادة جميع الميليشيات التي تنضوي تحت مظلة «الحشد الشعبي» في العراق شاركوا في لقاء سليماني. وأشارت الجارديان إلى أن مسؤولاً عراقياً بارزاً علم باللقاء بين سليماني وقيادات الحشد وأبلغ مسؤولين غربيين بقلقه حيال الأمر.

وأخبر دبلوماسيون إقليميون صحيفة «الغارديان» بأن قافلة إمدادات من الصواريخ الإيرانية نقلت الأسبوع الماضي إلى سوريا عبر محافظة الأنبار العراقية.

حماية العراق

في الأثناء، أكد السفير الأمريكي الجديد لدى العراق ماثيو تولر، أمس، إلى ضرورة حماية العراق من التدخلات الخارجية ومن تهديدات إيران. وقال تولر في تصريح أدلى به للصحافيين بعد مصادقة مجلس الشيوخ الأمريكي على منصبه انه «يتعين أن نستمر في عملنا في حماية العراق من التدخلات الخارجية ومن تهديدات إيران».

وأضاف أن العراق على مقربة من أن يصبح حطب الحرب بين أمريكا وإيران. وصادق مجلس الشيوخ على ترشيح الرئيس دونالد ترامب لماثيو تولر سفيراً للولايات المتحدة في بغداد.
انتهاكات
في غضون ذلك، قال ناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد الانتهاكات المزعومة للعقوبات الإيرانية وستتخذ إجراء إذا لزم الأمر. جاء ذلك رداً على سؤال بشأن ناقلة تقوم بتفريغ زيت وقود إيراني في ميناء صيني. وكانت رويترز ذكرت أول من أمس أن ناقلة تحمل زيت وقود إيرانياً أفرغت شحنتها في صهاريج للتخزين بالقرب من مدينة تشوشان الصينية.
وقال الناطق: «نحن ملتزمون بفرض عقوباتنا خاصة تلك المرتبطة بقطاعي النفط والبتروكيماويات الإيراني» لكنه رفض التعليق على التقرير.
 

Email