قرقاش: سلّمنا رسالة إلى مجلس الأمن عن تخريب الناقلات.. ونتـائج التحقيق خلال أيام

الإمارات تدعـو إيـران إلى خفض التصعيد والالتزام بالاستقرار

أنور قرقاش خلال الإحاطة الصحافية | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

أكّد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، التزام دولة الإمارات بخفض التصعيد في منطقة الخليج، داعياً إيران إلى تغيير سياساتها الإقليمية والتصرف كدولة طبيعية، مشيراً إلى أن فعالية العقوبات على إيران جزء لا يتجزأ من التوتر القائم. وكشف معاليه عن تسليم دولة الإمارات رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تخريب ناقلات النفط في خليج عمان، داعياً إلى الحذر من إطلاق الاتهامات قبل أن ينتهي التحقيق. وشدد معاليه على أن التحالف العربي في اليمن سيردّ بقوة على أي هجوم تشنّه ميليشيا الحوثي على السعودية، مع الالتزام باتفاق الحديدة الذي وصفه بأنه يظل الخيار الأفضل.

وتناول معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في إحاطة صحافية بمقر وزارة الخارجية بدبي، الأوضاع في المنطقة، والتوتر على خلفية عدد من الهجمات الإرهابية على ناقلات النفط في خليج عمان ومحطتي لضخ النفط في السعودية.

وقال معاليه: «نحن ملتزمون بخفض التصعيد، وبالسلام والاستقرار. علينا أن نلزم الحذر وألا نطلق الاتهامات»، مضيفاً: «لقد دعونا دائماً لضبط النفس، وسنبقى ندعو إلى ذلك»، منوهاً بأن خفض التوتر في المنطقة يجب أن يكون من قبل إيران.

لكن معاليه اعتبر في الوقت نفسه أن «الوضع صعب بسبب التصرف الإيراني، هذا التصرف أدى إلى أوضاع صعبة»، داعياً إيران إلى تغيير سياساتها الإقليمية. وأوضح: «من مصلحتنا أن نرى إيران تتصرف كدولة طبيعية، ومن مصلحة إيران أن تعرف أن هناك قلقاً كبيراً بشأن سياساتها، قلق يجب أن تتعامل معه بواقعية». وأضاف معاليه: «من الواضح أن فعالية العقوبات على إيران جزء لا يتجزأ من التوتر القائم»، مشيراً إلى أن إيران لم تتوقع أن العقوبات سوف تؤثر فيها بهذا الحجم. وأضاف معاليه أن تصريحات وزير خارجية إيران «جوفاء»، وأن السلوك الإيراني وراء الموقف الصعب الحالي.

وتجري دولة الإمارات تحقيقاً في الهجمات التي طالت ناقلات نفط في خليج عمان. وقال معالي الدكتور أنور قرقاش: «من الأفضل انتظار نتائج هذا التحقيق»، موضحاً: «أنا لا أتحدث عن أسابيع، أنا أتحدث عن أيام». وأوضح معاليه عن تسليم دولة الإمارات رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تخريب ناقلات النفط. وشدد معاليه: «نحتاج أن نؤكد الحيطة والحكم الصائب، فمن السهل توجيه الاتهامات، ولكن الموقف صعب، وهناك قضايا مهمة، ومنها السلوك الإيراني»، مشيراً إلى القلق بشأن صواريخ إيران وسياساتها بالمنطقة.

رد حازم

ودعا وزير الدولة للشؤون الخارجية إيران إلى وقف «استخدام جماعات بالوكالة» لتحقيق أهدافها. وعن الهجوم الإرهابي الحوثي على محطتي ضخ للنفط في الرياض، أكد معاليه أن التحالف العربي في اليمن الذي تقوده السعودية «سيرد بحزم» على هجمات الحوثيين. وأوضح معاليه: «سنرد وسنرد بحزم عندما نرى الحوثيين يضربون أهدافاً مدنية كما حصل في السعودية». واستدرك معاليه: «إن الإمارات تؤمن بأن اتفاق السلام في الحديدة يظل الخيار الأفضل، وستدعم عملية الأمم المتحدة رغم أفعال جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران. كما حث الأمم المتحدة بأن يكون الانسحاب حقيقياً في الحديدة لضمان الانتقال إلى العملية السياسية».

ملفات إقليمية

وعن الوضع في ليبيا، أكد قال معالي الدكتور أنور قرقاش أن قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر لم يتشاور مع القيادة الإماراتية قبل زحفه نحو طرابلس. وأضاف: «من الصعب التعامل مع الوضع في ليبيا، فيما تظل العاصمة تحت سيطرة فصائل كثيرة بينها بلطجية وعصابات»، لافتاً إلى أن العاصمة طرابلس تحتوي على خلايا إرهابية خضعت لعقوبات من المنظمات الدولية.

وعن السودان، قال معاليه إن هذا البلد يحتاج إلى الكثير من الدعم المالي ليكون مستقراً، مؤكداً رغبة الإمارات في تقديم المساعدة.

وبخصوص العراق، قال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، إنه لا بد أن الولايات المتحدة رصدت تهديداً محدداً قبل أن تُصدر تقييمها بشأن العراق.وكانت وزارة الخارجية الأمريكية أمرت موظفيها غير الأساسيين في سفارتها ببغداد وقنصليتها في أربيل بمغادرة العراق، في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وطهران.

وشدد وزير الدولة للشؤون الخارجية على أن بلاده تستمر في نهجها المعتدل في المنطقة، حيث شهدت العام الماضي زيارة البابا، و«نحن ندعم التسامح الديني والثقافي».

مسؤولية إيران

في السياق، حمّلت المملكة العربية السعودية، في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي، إيران وميليشيا الحوثي كامل المسؤولية عن هجوم بطائرات دون طيار، استهدف، أول من أمس، منشآت نفطية تابعة لشركة النفط السعودية العملاقة (أرامكو)، وسط تواصل الإدانات العربية والدولية لهذا العمل الإرهابي.

وقدّمت السعودية رسالة لمجلس الأمن الدولي تحمّل فيها إيران وجماعة «الحوثي» اليمنية مسؤولية استهداف منشآتها النفطية. وجاء في الرسالة أن الميليشيا استخدمت سبع طائرات دون طيار في الهجوم.

وتضمنت الرسالة التي سلمها المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة، عبد الله بن يحيى المعلمي، «تحميل السعودية المسؤولية الكاملة لإيران والميليشيا الحوثية المدعومة منها هجوم الثلاثاء على منشآت المملكة النفطية».

إدانات

في الأثناء، دانت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، الهجوم الذي شنّته ميليشيا الحوثي اليمنية واستهدف محطتي ضخ نفط تابعتين لشركة أرامكو باستخدام طائرات من دون طيار، مؤكدةً أنه تصرف غير مقبول يهدد الأمن الإقليمي.

وقالت الخارجية، في بيان، إن «الهجوم على المنشآت النفطية السعودية من قِبل الحوثيين أمر غير مقبول، وندعو الأطراف إلى تجنب التصعيد الذي يمكن أن يعرض محادثات السلام في اليمن للخطر».

سلطنة عمان

من جهتها، دعت ​وزارة خارجية​ ​سلطنة عمان​ إلى «تجنب أي مسببات تمس أمن المنطقة واستقرارها»، مشيرةً، في بيان نقلته وكالة الأنباء العمانية، إلى «متابعة الحوادث التي تعرضت لها عدد من ​السفن​ التجارية قبالة سواحل الإمارات». وأعربت عن «أسفها البالغ ورفضها تلك الحوادث غير المسؤولة»، مؤكدةً «أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل سلامة الملاحة البحرية، وتجنب أية مسببات من شأنها المساس بأمن واستقرار المنطقة».

عمل إجرامي

ووصف مجلس وزراء الداخلية العرب الهجوم الذي استهدف محطتي ضخ نفط في السعودية بـ«العمل الإجرامي الخطير». وقالت الأمانة العامة للمجلس، في بيان، إنها تدين بكل حزم هذا العمل الإجرامي الخطير الذي يكشف توقيته بما لا يدع مجالاً للشك الولاءات الحقيقية للميليشيا الحوثية. وأكدت تضامنها التام مع المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب، وتأييدها الكامل للإجراءات التي تتخذها لحماية شعبها ومصالحه الحيوية. وأشارت إلى الدور الكبير للملكة وسعيها الدائم لنصرة القضايا العربية والإسلامية العادلة، وحرصها على توطيد الأمن والسلم الدوليين.

تونس

وأعربت تونس عن تضامنها مع الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أمام كل ما يمكن أن يهدد أمن البلدين واستقرارهما. وقالت الخارجية التونسية، في بيان، إن «تونس تعرب عن إدانتها لتعرض أربع سفن شحن تجارية إلى عمليات تخريب قبالة سواحل إمارة الفجيرة، وتؤكد تضامنها مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وتدعو المجتمع الدولي إلى التصدي بقوة لمثل هذه الأعمال التي تستهدف إعاقة الملاحة البحرية الدولية وتهديد أمنها وسلامتها وتزيد في منسوب التوتر المتفاقم في المنطقة». وأضافت الوزارة، في بيان ثانٍ، أنه «إثر استهداف محطتي ضخّ لشركة أرامكو السعودية بواسطة طائرات مفخّخة بدون طيار، تعرب تونس عن إدانتها لهذا العمل التخريبي، وتؤكد تضامنها التام مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة أراضيها ومنشآتها».

«النواب الليبي»

ودان رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح الاعتداء على سفن قبالة الإمارات العربية المتحدة، وأكد أن من يقف وراء هذا العمل التخريبي يحاول زعزعة أمن المنطقة واستقرارها. وأعرب صالح، في بيان، عن تضامنه وتضامن الشعب الليبي مع دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وحكومةً وشعباً حيال أي عمل يزعزع أمنها واستقرارها. كما دان صالح، في بيان ثانٍ، الهجوم الإرهابي على محطات ضخ النفط بالمملكة العربية السعودية. واستنكر بأشد العبارات «الهجوم الإرهابي الجبان الذي طال محطات ضخ النفط بالمملكة في محاولة من قوى الإرهاب الجبانة ضرب أمن واستقرار الشقيقة المملكة العربية السعودية والمنطقة». وأعلن تضامنه ووقوفه والشعب الليبي «مع أشقائنا بالمملكة العربية السعودية حيال أي عمل يُهدد أمن واستقرار المملكة».

باكستان

وأدانت باكستان بشدّة الاعتداء الذي استهدف محطتين لضخ النفط بالمملكة العربية السعودية. وجاء في بيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد فيصل أن باكستان تعلن عن تضامنها مع المملكة العربية السعودية، وتؤكد دعمها الكامل ضدّ أي تهديد لاستقرار وأمن المملكة. وقال فيصل إنه في الوقت الذي تدين فيه بلاده جميع أشكال ومظاهر الإرهاب، تؤكد من جديد التزامها في مواصلة الجهود والتعاون مع المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي من أجل استئصال الإرهاب.

 

«أرامكو» تستأنف ضخ النفط

قال مصدر مطلع، أمس، إن شركة أرامكو السعودية استأنفت ضخ النفط الخام عبر خط أنابيبها شرق-غرب بعد إغلاقه مؤقتاً لإجراء فحوص عقب الاعتداء على محطتي ضخ.

كان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح قال إن هجوم الثلاثاء أدى إلى شتعال النيران بمحطة الضخ رقم 8، متسبباً في أضرار طفيفة. وقالت أرامكو إنها أوقفت ضخ الخام عبر خط الأنابيب، الذي ينقل النفط السعودي من المنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع، كإجراء احترازي، وإن إمداداتها من النفط والغاز لم تتأثر.

 

Email