عبدالله.. حرمته الميليشيا من التعليم وأعاقته وهجّرته

ت + ت - الحجم الطبيعي

«طردنا الحوثيون من بيوتنا ولحقونا بألغامهم في أماكن نزوحنا»، بهذه العبارات وأمام خيمته المتواضعة في مخيم الجشة بمدينة الخوخة استقبلنا محمد سعد والد الطفل الجريح عبدالله (14عاماً).

غادر محمد بيته الكائن في حي منظر جنوب مدينة الحديدة بعد استهدافه بالقذائف وصواريخ الكاتيوشا من قبل ميليشيا الحوثي ليستقر به المقام في إحدى مناطق مديرية الدريهمي، هناك فقط شعر محمد بأنه وأسرته في مأمن ، ولم تعلم الأسرة التي نزحت هرباً من شر الميليشيا، أنها سكنت بجوار أكثر مخلفاتها فتكاً، فقد كانت المنطقة قد تحولت إلى حقل ألغام حوثي.

الإعاقة

يروي عبدالله محمد سعد قصته لـ" البيان" بأسى كبير وحرقة بعد أن حرمته الميليشيا من مدرسته وبيته وصحته: أدرس في الصف الثامن الأساسي وقد كنت أعود من المدرسة عصر كل يوم وأذهب إلى ميناء الاصطياد حيث أعمل في نقل السمك من الميناء إلى «المحوات» أي سوق الأسماك وفي نهاية اليوم أجمع ما تحصلت عليه من مال واشتري به أغراض البيت لأسرتي ، لكن بعد تعرض مدرستنا لقذائف الحوثيين توقف التدريس وبقيت مواظباً على عملي حتى اضطررنا للنزوح خوفاً من تعرض بيتنا للقصف الحوثي، كانت الدريهمي أقرب منطقة نزوح لنا وكنت أبحث عن عمل بها لأصرف على أسرتي وفي منتصف نوفمبر 2018 كنت على موعد مع الموت، كانت والدتي قد أرسلتني لأجلب لها الماء من البئ،ربطت عربة «الجاري» خلف الحمار وذهبت مصطحباً معي صديقي ، وقبل وصولي إلى البئر بعدة أمتار أحسست بريح قوية تقذفني إلى أعلى ث لم أشعر بعدها بشيء حتى أخذوني إلى المستشفى، أما صديقي غادر الحياة بعد أن قطع اللغم الحوثي جسده.

يتأمل والد عبدالله طفله المقعد بألم، والذي طالما كان عوناً له وسنداً قبل أن تشل ألغام الحوثيين حركته ثم يحدثنا بلهجته التهامية البسيطة: «ما بقوا لنا شيئاً» أي لم يُبقِ الحوثيون لنا شيئاً نستفيد منه، ويضيف: لغموا الطريق الذي يذهب الناس منه لجلب الماء ولغموا المزارع والبيوت والمدارس وقصفونا بالصواريخ وإحنا نايمين في بيوتنا، كل بيت في قريتنا لم يسلم منهم، والآن كلنا مشردون، كلنا نازحون.

ويشير الطفل عبدالله إلى أنه تلقى العلاج الأولي في مستشفى الدريهمي التابع للهلال الأحمر الإماراتي ثم نقل إلى المخا وعدن، حيث قضى 5أشهر في تلقي العلاج، عاد بعدها إلى مخيم بالخوخة، حيث استقرت أسرته المغلوبة على أمرها مع آلاف الأسر.

Email