تقارير «البيان»

سفراء غربيون في الاعتصام.. رسائل في اتجاهات عدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مثل دبلوماسيون غربيون حضوراً شبه دائم في ساحة ميدان القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، والتي يعتصم فيها آلاف السودانيون منذ أكثر من شهر مطالبين بحكم مدني، وداعين الجيش للعودة إلى ثكناته بعد مساعدته الشعب في إطاحة نظام الرئيس المخلوع عمر البشير.

ولم تستبعد مصادر دبلوماسية أن يكون هناك تنسيق بين البعثات الأوروبية والسفارة الأميركية للتواجد الدائم وسط المعتصمين حماية لهم من أي محاولة لفض اعتصامهم بالقوة إلى جانب إيصال رسائل واضحة إلى المجلس العسكري، مفادها أن الدول الغربية تدعم وبقوة مطالب الشباب بالحكم المدني.

رسالة واضحة

وأشارت المصادر إلى أن تواجد البعثات الدبلوماسية وعلى مستوى السفراء كالسفير الأمريكي والإيطالي والبريطاني تمثل رسالة واضحة إلى المجلس العسكري بتسريع نقل السلطة إلى حكومة مدنية، وبالتالي ممارسة نوع من الضغط غير المعلن على المجلس العسكري لحسم خلافاته مع قوى المعارضة والموافقة على نقل السلطة.

ومنذ السادس من أبريل اعتصم آلاف السودانيين في محيط قيادة الجيش لحض القوات المسلحة على الانحياز لمطلب تغيير النظام، وبالفعل استولت قيادات عسكرية على السلطة، لكن الاعتصام تواصل بدعم من قوى المعارضة لتشجيع العسكر على نقل السلطة لقيادة مدنية.

واستبدلت بعثة الاتحاد الأوربي الاحتفال بيوم أوروبا الذي يوافق التاسع من مايو في كل عام بتنظيم إفطار وسط المعتصمين بالميدان، بعد أن كانت تقيم في العادة حفل استقبال رسمي بمقرها في الخرطوم.

وأشار تصريح للبعثة نشر على صفحتها بـ«فيسبوك» إلى أنهم أرادوا «التواصل مع شعب السودان، خاصة الشباب، في سعيهم لتحقيق العدالة والحرية والسلام ونقل السلطة إلى هيئة انتقالية مدنية قادرة على تلبية تطلعات الشعب السوداني».

ونقل عن سفير الاتحاد الأوربي جان ميشيل خلال حفل الإفطار: «تشرفت بمقابلة العديد من الشباب من جميع أنحاء السودان الموجودين هنا بحثاً عن العدالة والحرية والسلام. إنه تذكير كبير بقوة الروح الإنسانية والرغبة في الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية، وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم تلك القيم في السودان».

وزار القائم بالأعمال الأمريكي لدى الخرطوم استيفن كوتسيس ميدان الاعتصام ثلاث مرات، كانت الأولى في العاشر من أبريل أي قبل سقوط البشير ونظامه بيوم، ثم كررها بعد التنحي، والأربعاء الماضي تناول الإفطار في محيط الميدان مع إحدى الأسر القادمة من ضاحية بري.

وأظهرت صور على مواقع التواصل الاجتماعي السفيرة الهولندية وهي تخضع للتفتيش في أحد الحواجز التي أقامها الثوار على مشارف الميدان لضمان التأمين والحماية للوافدين.

بدورها نشرت السفارة الفرنسية على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تدوينة حول زيارة السفيرة إيمانويل بلاتمان بالميدان شكرت خلالها المتظاهرين الذين قالت إنهم استقبلوها بحرارة وشرحوا دلالة نشاطهم.

وأضافت «شعرنا بنسائم الحرية التي اجتاحت هذا المكان وأثار إعجابنا مستوى تنظيم المتظاهرون- مراكز الرعاية الطبية، والأمن، والواي فاي، والإمداد- فضلاً عن ثراء المناقشات والمداخلات.

وقالت: إن طاقة وعزم المتظاهرين لبناء سودان جديد أكثر ديمقراطية، وانفتاحاً وشمولاً يدل على أن صفحة من تاريخ السودان طويت، بسقوط نظام حكم 30 عاماً».

وأردفت: تقف فرنسا إلى جانب الشعب السوداني، الذي يجب الاستماع إلى صوته ومطالبه بنقل السلطة إلى المدنيين، ولديها الثقة بقدرته على بلورة رؤية مشتركة وتوافقية للحكم في مرحلة الانتقال التي أشرعت أبوابها.

تنظيم دقيق

وتداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو ظهر فيه نائب السفير الألماني لدى الخرطوم ودبلوماسيون آخرون أثناء مشاركتهم المعتصمين الغناء والرقص.

وعبر السفير البريطاني لدى الخرطوم عرفان صديق في تدوينه بتاريخ 30 أبريل عن إعجابه الشديد بمستوى التنظيم الدقيق في ميدان الاعتصام.وقال، مستوى التنظيم الذي تم تطويره في الموقع مثير للإعجاب بشكل كبير.

حراس يفتشون الذين يدخلون الموقع لضمان الأمن؛ مراكز طبية مجهزة بلوازم الإسعافات والأدوية وأجهزة التنفس الصناعي لعلاج المحتاجين؛ منطقة للفنانين لرسم الجداريات والكتابة على الجدران لإلهام الحاضرين؛ المطابخ والمقاهي المتنقلة لتوفير المرطبات؛ خيام للذين يحتاجون إلى الراحة من أشعة الشمس الحارقة، أركان نقاش للتنوير.

 

Email