تركيا تتهم دمشق بخرق «اتفاق أستانا».. ومنظمات تعلّق أنشطتها

الجيش السوري يكثّف عملياته في ريف إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دكّت القوات السورية معاقل المعارضة في ريفي حماة وإدلب، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى، وفيما دعت تركيا إلى وقف الهجمات، متهمة دمشق بخرق اتفاق أستانا، علّقت منظمات إغاثية دولية، أنشطتها في مناطق التصعيد.

وكثّفت القوات الحكومية السورية، قصفها العنيف على مدن وبلدات ريفي حماة وإدلب، رداً على الهجوم الذي شنته فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي الغربي واستعادتها بعض المواقع.

وقال قائد ميداني تابع للقوات الحكومية السورية: «قصف سلاح الجو في الجيش السوري، تجمعات مسلحي المعارضة في كفر زيتا والهبيط بريف حماة، كما قصفت المقاتلات مواقع وغرفة اتصالات للمسلحين في قرية عابدين بريف إدلب الجنوبي».

بدوره، قال الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى: «تعرضت مدن وبلدات خان شيخون وكفر زيتا واللطامنة والهبيط لقصف عنيف بصواريخ شديدة الانفجار، وسقط عشرات القتلى والجرحى في القصف»، مشيراً إلى أنّ طائرات مروحية وحربية تقوم باستهداف مناطق ريف إدلب الجنوبي والشرقي وجبل الزاوية وريف حماة بشكل عنيف.

دعوات

في السياق، دعت تركيا إلى وضع حد لهجمات الجيش السوري على إدلب، متّهمة دمشق بالسعي لتوسيع سيطرتها على جنوب المحافظة وخرق اتفاق أستانا. وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار: «ننتظر من روسيا أن تتّخذ إجراءات فاعلة وحاسمة لضمان وقف قوات النظام هجماتها على جنوب إدلب، وأن تنسحب القوات فوراً إلى الحدود المتّفق عليها في مسار أستانا».

تعليق إغاثة

إلى ذلك، علّقت منظمات إغاثية عدة، بينها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أنشطتها في مناطق تشهد تصعيداً في القصف في إدلب، وفق ما أفادت الأمم المتحدة.

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن بعض المنظمات علقت أنشطتها بعدما تدمرت مقارها أو طالتها الأضرار أو باتت غير آمنة، كما اتخذت أخرى قراراً بوقف الأنشطة حفاظاً على سلامة العاملين معهم أو حتى نتيجة نزوح السكان بشكل كامل في مناطق معينة.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي، تعليق توزيع المساعدات لنحو 47 ألف شخص في قرى وبلدات في جنوب وغرب إدلب نتيجة تعرضها للقصف، مشيراً إلى أن بعض المتعاونين مع البرنامج اضطروا أنفسهم إلى النزوح وآخرون أصيبوا بجروح.

ودعا برنامج الأغذية العالمي كافة أطراف النزاع إلى توفير إمكانية وصول آمنة لشركائها الإنسانيين لبلوغ عائلات لا تزال عالقة بين النيران. وأحصى مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الفترة الممتدة بين 29 أبريل و9 مايو، نزوح أكثر من 180 ألف شخص جراء القصف، مشيراً إلى أن التصعيد طال 15 منشأة صحية و16 مدرسة وثلاثة مخيمات نزوح.

قلق

في الأثناء، أعربت كل من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الأخرى الأعضاء بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عن قلقها العميق بشأن الوضع في سوريا. وقالت هذه الدول، إن عملية عسكرية محتملة تخطط لها الحكومة في دمشق بالتعاون مع حلفائها في منطقة إدلب شمال يخفي خطر وقوع كارثة إنسانية.

وقالت 11 دولة من بين 15 هي مجموع أعضاء مجلس الأمن يوم الجمعة بعد طلب من عدة دول بينها ألمانيا بعقد جلسة عاجلة للمجلس بهذا الشأن، إن على جميع الأطراف المتحاربة الوفاء بقواعد المساعدات الإنسانية السارية وبالهدنة التي أبرمت العام الماضي.

Email