ميليشيات إيران تزعزع استقرار العراق

ت + ت - الحجم الطبيعي

تصر إيران على المضي قدماً في مشروعها التوسّعي في المنطقة لا سيما العراق عبر دعمها المستمر للإرهاب وميليشياته، لتسارع طهران للرد على العقوبات الأمريكية ضدها، داخل الساحة العراقية، عبر تجييش الحشد الشعبي للخروج في تظاهرات بالعاصمة بغداد، في رسالة واضحة بأنها تسعى دائماً لزعزعة أمن واستقرار المنطقة بأسرها عبر تحريك أذرعها الإرهابية.

وفور إعلان أمريكا فرض المزيد من العقوبات ضد إيران، أوعزت طهران لأذرعها في الخارج للتحرك والرد على هذه العقوبات، إذ تظاهر العشرات من ميليشيا الحشد الشعبي العراقي في ساحة التحرير وسط بغداد، بزعم عدم تسلم رواتبهم منذ أكثر من أربعة أعوام، مهددين بإقامة اعتصام في حال عدم تنفيذ مطلبهم.

ولم يحرّك الحشد الشعبي ساكناً منذ أربعة أعوام لم يحصلوا فيها على رواتبهم، إلّا في اليوم الذي فرضت فيه عقوبات على إيران، ما يؤكد أن هذه الميليشيا ما هي إلا أداة في يد طهران تحركها كما تشاء وقتما تشاء.

لم تكتفِ ميليشيا الحشد الشعبي بالعراق التابعة لإيران بتخريب المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي كالموصل وغيرها، عبر نهب بيوت المسيحيين الذين هربوا منها بعد سيطرة التنظيم والاستيلاء على المنازل والأراضي، بل وصل الأمر إلى تخطي الحدود، ما يؤكد أنها مجرد أداة لتحقيق مآرب إيران.

وكشفت مصادر مطلعة في المعارضة الإيرانية، أن ميليشيات الحشد الشعبي العراقية المتوغلة في مناطق الأحواز جنوب إيران منذ أبريل الماضي، تواصل شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف أهالي الأحواز المحتجين على سياسيات النظام الإيراني في تهميش مناطقهم وغمرها بمياه السدود وتهجير سكانها.

وبدأ الآلاف من مسلحي ميليشيا الحشد الشعبي بقيادة الإرهابي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد، الأمين العام لميليشيا كتائب حزب الله العراق الإرهابية، مع أسلحتهم الثقيلة المتمثلة بالدبابات والمدافع الثقيلة بالدخول إلى مناطق الأحواز العربي جنوب إيران وعيلام غربها من معبري الشلامجة في محافظة البصرة، ومهران في الكوت بأوامر من الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الجناح الخارجي لميليشيا الحرس الثوري الإيراني الإرهابي.

ملاحقة

وفور توغلها لمسافة 13 كيلو متراً في هذه المناطق تمركزت الميليشيا بأسلحتها الثقيلة، وأطلقت حملة واسعة لاعتقال أهالي الأحواز الذين نددوا بسياسات النظام الإيراني في تهجير العرب من الأحواز، وتنفيذ عمليات تغيير ديموغرافي في المناطق التي تسكنها المكونات غير الفارسية.

وفي ظل العقوبات الأمريكية على إيران وأذرعها الخارجية، تعتزم الولايات المتحدة ملاحقة قيادي بميليشيا الحشد الشعبي في العراق وإصدار مذكرة دولية بحقه، لعلاقته بإيران وتهريب نحو ثلاثة مليارات دولار إلى مصارفها، في مخالفة للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها.

مذكرة قبض

ونقلت وسائل إعلام عربية عن مقربين من السفارة الأمريكية في بغداد، وجود نية حقيقية لدى واشنطن لإصدار مذكرة قبض دولية بحق القيادي أبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي المرتبطة بالنظام الإيراني وميليشيا الحرس الثوري، كما تعد إحدى أداوت طهران في العراق. وقالت: إن المهندس مستهدف بهذه المذكرة على خلفية وجود ملف فساد في هيئة النزاهة العراقية بحقه. وتعد مذكرة الاعتقال الدولية، أول خطوة تقوم بها الولايات المتحدة ضمن إطار الحزمة الثانية من العقوبات التي تفرضها على إيران، والرامية إلى تحجيم أذرعها المسلحة في المنطقة.

Email