فلسطيني يفقد بصره داخل زنازين «حماس»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحوّلت مطالب الشاب الفلسطيني محمد صافي في الحياة إلى «بدي أشوف»، بعدما تعرض للضرب والاعتقال، بعد مروره بجانب متظاهري حراك «بدنا نعيش»، الذي أطلقه الشباب الغاضب في قطاع غزة رفضاً لارتفاع الأسعار والحياة المعيشية الصعبة في قطاع غزة مؤخراً.

تواجد محمد ضمن شباب آخرين بشكل عفوي قرب المتظاهرين، الذين خرجوا في حراك «بدنا نعيش»، فتحولت حياته بشكل كامل، بعدما فقد بصره داخل زنازين التعذيب التابعة لحركة حماس في قطاع غزة، بعد خروجه من السجن.

وقمعت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس الشباب الثائر في حراك «بدنا نعيش» في مخيم دير البلح بالضرب وسحل المواطنين واعتقالهم وتعذيبهم في السجون، لأيام عدة قبل أن يتم الإفراج عنهم بكفالات مالية، والتعهد بعدم الخروج مرة أخرى للشارع، إلا أن التعذيب الذي تعرض له محمد على مدار أيام طوال داخل المعتقل أفقده بصره، ليصبح حديث الشارع الفلسطيني بعد الإعلان عن ما جرى له داخل غرف التعذيب.

واتهمت عائلة صافي في قطاع غزة الأجهزة الأمنية، بالتسبب في فقدان ابنها محمد صافي «27 عاماً» لبصره، وذلك خلال اعتقاله في مقر الأمن الداخلي بمنطقة شمال غزة، إبان الحراك الذي أطلقه نشطاء احتجاجاً على الأوضاع المعيشية الصعبة في قطاع غزة منتصف مارس الماضي.

وكان محمد يعاني من مشكلة في البصر، دفعت الأطباء إلى اتخاذ قرار بإجراء عملية جراحية لإنقاذه، إلا أنه وقبل أيام من موعد الجراحة التي كان يعلق الآمال عليها، أخطره جهاز الأمن الداخلي الخاص بحركة حماس بضرورة الحضور، وتمّ احتجازه في ظروف صعبة، تعرض خلالها للضرب على عينه ما أفقده بصره.

ورغم أنه أبلغ المحقق أن عينه اليمنى بانتظار عملية جراحية، فضربه المحقق ثلاث ضربات على الرأس، وقال له المحقق هذه الضربات لكيلا ترى أبداً، وبالفعل خرج محمد من السجن فاقداً للبصر.

ويعيش محمد يتيم الأب ويحمل شهادة الدبلوم بتخصص التمريض العام، ويقيم مع والدته السبعينية التي لا معيل لها سواه. وتطوع محمد للعمل في مجالات عدة في قطاع غزة بعد فقدانه الأمل في الحصول على وظيفة تؤمن حياته.

ويقول محمد: «وضعوني داخل زنزانة عبارة عن حمام فيه نصف زجاجة ماء وبطانية، وهناك تم ضربي بقوة على رأسي فدخلت في غيبوبة، لكن هذه الغيبوبة لم تشفع لي فتم ضربي مرة أخرى بواسطة البساطير بعنف على رأسي».

 

Email