جدل إسرائيلي عنوانه «تآكل هيبة الردع»

هدوء حذر في غزة بعد اتفاق التهدئة

ت + ت - الحجم الطبيعي

وافق القادة الفلسطينيّون في قطاع غزّة على وقف لإطلاق النار مع إسرائيل في ساعة مبكرة، أمس، ما يقود إلى توقّف العدوان العسكري، الذي امتد ثلاثة أيام وخلّف 31 شهيداً وأكثر من 150 جريحاً وعشرات المباني والمقرات والمنازل المدمّرة، وكذلك أربعة قتلى إسرائيليين وأكثر من 100 جريح.

وذكرت مصادر إعلامية أنه لم يكن هناك إطلاق صواريخ من جانب الفلسطينيين أو غارات جوية إسرائيلية، منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ. ورفعت إسرائيل، صباح أمس، القيود المفروضة على حركة المدنيين في محيط غزة.

وساطة مصرية

وقد توسّطت مصر في الاتّفاق الذي دخل حيز التنفيذ فجراً، بحسب ما قال مسؤول في حركة حماس وآخر في حركة الجهاد الإسلامي اشترطا عدم كشف هويتيهما، كما أكّد مسؤول مصري طلب عدم ذكر اسمه حصول الاتّفاق.

وقال المسؤول في حركة الجهاد الإسلامي: إن اتفاق وقف إطلاق النار الجديد «تم بشرط أن يكون متبادلاً ومتزامناً، وبشرط أن يقوم الاحتلال بتنفيذ تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة».

وبحسب المسؤول الفلسطيني فإن من بين الخطوات «سيتم إعادة مساحة الصيد من 6 إلى 15 ميلاً، واستكمال تحسين الكهرباء والوقود واستيراد البضائع وتحسين التصدير».

هدوء حذر

وسادت حالة من الهدوء الحذر في غزة بعد ساعات من دخول اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ. وعادت الحركة إلى طبيعتها في شوارع قطاع غزة والأسواق المحلية، فيما توقفت الغارات الإسرائيلية والهجمات الفلسطينية الصاروخية. وبدأت طواقم من الأشغال بفتح طرق وإزالة ركام مبان ومنازل مدمرة من الشوارع في مناطق متفرقة من القطاع.

جدل إسرائيلي

وانتقد خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وبينهم أحد أعضاء حزبه «الليكود»، اتفاق وقف إطلاق النار. ووصف رئيس هيئة الأركان السابق وخصم نتانياهو الرئيسي في انتخابات التاسع من أبريل، بيني غانتس الاتفاق بأنه «استسلام جديد»، بحسب تعبيره، لكن نتانياهو رد على منتقديه بالقول إن المعركة لم تنته بعد. وأضاف «ضربنا حماس والجهاد الإسلامي بقوة كبيرة، وهاجمنا أكثر من 350 هدفاً، المعركة لم تنته وتتطلب منا الصبر والحكمة».

وتابع قائلاً «لقد فهمت حماس والجهاد الإسلامي أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وبالتالي توقفت عن إطلاق النار بمبادرة منها». وأضاف: «المعركة لم تنته بعد، وتتطلب الصبر والرشد. ونحن نستعد للمراحل المقبلة».

هيبة الردع

من جانبه، قال بيني غانتس رئيس تحالف «أزرق أبيض»، أكبر كتلة معارضة في إسرائيل، إن «إطلاق نحو 700 قذيفة ومقتل أربعة إسرائيليين وجرح كثيرين، كل هذا ناجم عن فقدان هيبة الردع الإسرائيلي»، واصفاً وقف إطلاق النار بأنه «رضوخ آخر».

وفي السياق ذاته، انتقد رئيس كتلة حزب العمل ايتسيك شمولي هو الآخر الخطوة، وقال: «ما من شيء يغير المعادلة سوى تسديد ضربات قاسية لحماس، إلى جانب مبادرة سياسية لعزلها».

Email