قصة

حسن.. عاش فقيراً ومات شهيداً وهمّه أسرته

ت + ت - الحجم الطبيعي

عاد كل طلبة الصف السادس الابتدائي في مدرسة اللاجئين وسط مدينة خان يونس إلى مدرستهم بعد الإجازة الأسبوعية، باستثناء الطفل حسن شلبي، عاد إلى مدرسته شهيداً، محمولاً على الأكتاف، في نظرة وداع على مدرسته، حسبما أوصى بمرور جثمانه من مدرسته وبيته ومن ثم إلى مثواه الأخير.

رحل حسن تاركاً خلفه أسرته المكونة من ثمانية أفراد بلا معيل ولا طعام، فوالده تم قطع مخصصات الشؤون الاجتماعية عنه والتي تمنح للعائلات الفقيرة مرة واحدة كل ثلاثة أشهر، وأصبح بيتهم بلا مقومات للحياة، وانعكس ذلك على طبيعة الحياة داخل منزلهم.

مجهودات

واضطر الطفل حسن للذهاب إلى المؤسسات الخيرية والشركات والباعة باحثاً عن عمل، من أجل مساعدة أسرته التي لا تجد قوت يومها، ومن أجل توفير الحليب والحافظات لشقيقه المولود الجديد. وبعد انتشار خبر استشهاد الطفل حسن شلبي (13 عاماً)، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يوثق الطفل حسن وهو يتحدث عن ظروف عائلته المأساوية، ويطلب من مؤسسة خيرية كان في استضافتها عملاً ولو بعائد مادي قليل، ليساند عائلته وإخوانه.

هجوم

وعلى الرغم من صغر سنه، إلا أنه تمكن في بعض الأوقات من الحصول على عمل كبائع في مطعم مأكولات شعبية، مقابل أجرة لا تتعدى 2 دولار يومياً، يدفع نصفها أجرة طريق للوصول لعمله، والنصف الآخر يشتري فيه طعاماً لأسرته، وذلك له بعد انتهائه من دوامه المدرسي.

وبمجرد انتشار الفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، هاجم عشرات الفلسطينيين القيادات الفلسطينية، التي دفعت هذه الأسرة لإرسال طفلها باحثاً عن العمل، ليعود لها شهيداً، مطالبين بوضع خطط جديدة لمسيرات العودة من أجل حماية الأطفال والشباب.

مستحقات

صدمة عائلة شلبي لم تكن قليلة، فبعد قطع مستحقات الشؤون الاجتماعية عن الأسرة، أصبح حسن هو المعيل للأسرة، بعدما أوجعه مشاهدة باقي أسرته في كثير من الأيام بلا طعام، فانقطع حسن عن الحياة.

ومن وسط مجموعة من النسوة داخل منزل حسن في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، جلست والدة حسن تحاول تخفيف الصدمة عن ابنتها أسيل، والتي تعتبر نفسها مقربة من شقيقها حسن، لكن الوجع كان أكبر من الجميع، حتى رحل حسن وخرج من بيته إلى مثواه الأخير.

وتقول أسيل لـ«البيان: «على الرغم من صغر سن شقيقي حسن، إلا أنه أصر أن يساعد والدي على مصاريف باقي أشقائي، فعاش حسن حياته متعباً، ليجلب الطعام لنا».

Email