أكدوا أن نظام الملالي في مفترق الطرق

خبراء سعوديون لـ «البيان»: العقوبات تضيّق الخناق على إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع خبراء سعوديون على أن العقوبات المفروضة على إيران ستضيّق الخناق على النظام في الداخل، وتجعل طهران تفقد وزنها الاقتصادي والسياسي، وتسرّع من اقتراب سقوط نظامها إلى الهاوية، لأنها ستربك ساحته الداخلية وتفاقم أزمته الاقتصادية، خاصة في ظل هذا المنحى المتشدد الذي تعكسه مواقف المسؤولين الإيرانيين الذي وضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام تحدٍ حقيقي، سواء في ما يتعلق بوعوده وشعبيته وبالتالي معاركه الانتخابية المقبلة، أو مكانة الولايات المتحدة الخارجية تحت قيادته، وهو الأمر الذي قد يرشِّح الأوضاع لمزيد من التصعيد تجاه النظام الإيراني.

خطوة

وقال الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء متقاعد د. أنور ماجد عشقي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية إن القرار الأمريكي بإلغاء الإعفاءات على صادرات النِّفط الإيرانية وصولاً إلى تصفيرها تعد خطوة مهمة لاستكمال عناصر استراتيجية الضغوط القصوى ورفع وتيرة العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني مما يضعه على مفترق طرق لم تواجهه طهران منذ الثورة، مما يؤدي إلى انهيار اقتصادي، بدأت آثاره تظهر حتى قبل دخوله إلى حيز التنفيذ من خلال حالة من الارتباك التي ظهرت في تصريحات المسؤولين الإيرانيين.

وأضاف عشقي أنه يجب على واشنطن إلى جانب عقوباتها الاقتصادية على النظام الإيراني أن تمارس عليه المزيد من الضغوط على ساحات الاشتباك الإقليمي الأخرى مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين لأن هزيمة إيران في ساحات نفوذها وحضورها الإقليمي سوف يكون أكثر إيلاماً ومرارة من أي ضغوط أخرى، لا سيما أن تدخل إيران في هذه الدول كانت ولا تزال محل سخط شعبي كبير في الداخل الإيراني وعلى المستويين الإقليمي والدولي.

ومن جهته اعتبر رئيس لجنة العلاقات الخارجية السابق بمجلس الشورى السعودية وأستاذ العلوم السياسة بجامعة الملك سعود د. طلال ضاحي أن محاولة إيران كسر القرار الأمريكي بتصدير النفط عبر دول أخرى كما هدد الرئيس حسن روحاني يحتاج إلى تنسيق أمريكي مع الصين أكبر مشترٍ للخام الإيراني، فضلاً عن التنسيق مع روسيا والهند، غير أن ذلك لا يبدو مواتياً حتى الآن.

خطأ

وأضاف ضاحي قائلاً: يخطئ النظام الإيراني إذا ما راهن على الصين لأن لديها مشروعا اقتصاديا أكبر من نفط إيران وهو طريق الحرير الذي يتعمد نجاحه على حلفاء أمريكا في المنطقة لذلك فإن بكين لن تتحدى أمريكا طويلاً بل ستمارس سياسة الانحناءات الدبلوماسية والسياسية، أما الهند التي تأتي في المركز الثاني من حيث استيراد النفط الإيراني فقد استبقت قرار العقوبات الأمريكية على طهران بالبحث عن بدائل للنفط الإيراني، فلم تطلب أي مشتريات جديدة من النفط لشهر مايو الحالي بل رفعت مستوى وارداتها النفطية من إيران قبل الإعلان الأمريكي لتصل إلى 7 ملايين برميل في الشهر، بزيادة 35% عن المعتاد لتعويض النقص اللاحق.

مرحلة جديدة

أما عضو مجلس الشورى السعودي د هيفاء بنت فهد العجلان فقد رأت أن خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتطبيقها للمرحلة الأولى من العقوبات ضد طهران لم تغير من خارطة التأثير الإيراني في المنطقة ودورها الإقليمي التخريبي الممتد من العراق إلى اليمن وفلسطين ولبنان وسوريا لذلك كان لابد من إعلان مرحلة جديدة من العقوبات بإلغاء الإعفاءات على صادرات النِّفط الإيرانية وصولاً إلى تصفيرها، مما يهدد بسقوط طهران نحو الهاوية.

وأضافت العجلان أن واشنطن تراهن على الداخل الإيراني كرافعة لتعديل سلوك النظام الإيراني أو إسقاطه نهائياً، مشيرة إلى أن الضغوط الاقتصادية والسياسية ستؤثر على الدعم الذي تستمر إيران بتقديمه لحلفائها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، وصولاً إلى ردع إيران وتقليل نفوذها ودورها الإقليمي، وهو ما يرغب فيه الرئيس ترامب نفسه كنتيجة سريعة تنفيذاً لوعوده ولإثبات كفاءته على غرار نموذج التسوية مع كوريا الشمالية.

Email