تقارير «البيان»

العقوبات الأمريكية تقوض نظام الملالي

ت + ت - الحجم الطبيعي

«من يشتري النفط من إيران سيعاقب حتى لو كان حليفاً»، رسالة مباشرة وجهتها الإدارة الأمريكية تطبيقاً لقرارها الهادف لتصفير صادرات إيران النفطية، وذلك في خطٍ متوازٍ مع الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع إيران، وجملة القرارات التي اتخذتها واشنطن ضد نظام الملالي؛ بهدف تقويضه والضغط عليه للتصرف كدولة طبيعية، ووقف دعمه للإرهاب والتطرف في المنطقة.

القرارات الأمريكية الأخيرة جاءت بمثابة نذير بالمزيد من الأزمات والسيناريوهات الضبابية التي تواجه نظام الملالي، سواء داخلياً أو خارجياً، كما تضع علاقاته الخارجية وحلفاءه على المحك في ضوء الإنذار الأمريكي شديد اللهجة، فقد بدت واشنطن مستعدة لتطبيق أقصى العقوبات حتى على حلفائها إن خالفت توجه تصفير صادرات إيران من النفط.

دعم الإرهاب

يقول المدير التنفيذي للمركز العربي للبحوث هاني سليمان، إن «العقوبات الأمريكية على إيران ستعمل على تقويض النظام الإيراني، ومنعه من دعم الجماعات الإرهابية والمسلحة سواء في اليمن أو لبنان أو حتى في العراق وسوريا وفي غزة، وستزيد من الأعباء الداخلية والخارجية التي يواجهها نظام الملالي»، ومن ثم فإن إيران «لن تقوى أبداً على المواجهة وحدها، ولن تستطيع اتخاذ إجراءات من شأنها مواجهة العقوبات الأمريكية خوفاً من مواجهة العالم أو المواجهة مع مصالح دول متعاطفة مع إيران».

ويشير سليمان لدى حديثه مع «البيان» من العاصمة المصرية إلى أن «الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب وضعت خطة محددة لمواجهة إيران، ومعروف عنها أنها تحمل أجندة شديدة اللهجة ضد النظام الإيراني، كما أحسن ترامب اختيار معاونيه الذين سيحققون الأجندة الأمريكية في التعامل مع إيران على نحو قوي».

لافتاً إلى أن الاستراتيجية الأمريكية قائمة على فرض عقوبات في قطاعات استراتيجية ومؤثرة بصورة مباشرة، وهي «العقوبات الأكثر قوة في الفترة الأخيرة» والهدف منها محاصرة الاقتصاد الإيراني وأن تزيد من معاناة النظام. كما يلفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تستطيع في الوقت ذاته فرض موفقها ورغبتها على كل من الصين وتركيا.

تغل تلك العقوبات المتتالية يد النظام الإيراني عن دعم وتمويل الإرهاب، وهو أحد أبرز أهداف العقوبات المفروضة على النظام الإيراني الذي يحاول حالياً نشر مسكنات داخلية بالتقليل من آثار العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

ويقول الباحث بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد خيري، إن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل باستراتيجية محددة مع إيران في عهد ترامب، وتتبع سياسة مختلفة كلية عما كان عليه الوضع إبان حكم باراك أوباما، تم ترجمة ذلك بداية من الانسحاب من الاتفاق النووي وفرض عقوبات على إيران بدأت الحزمة الأولى في أغسطس الماضي والثانية في نوفمبر، وحتى القرارات الأخيرة الهادفة لتصفير صادرات إيران من النفط، وجميعها أمور تمثل ضغطاً كبيراً على النظام الإيراني الذي يعاني في الأساس من مشكلات وأزمات داخلية.

ويشدد خيري لدى حديثه مع «البيان» من العاصمة المصرية على أن منع الولايات المتحدة صادرات النفط من إيران يشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الإيراني الذي يعتمد بنسبة 70% من النفط، وهي العائدات التي كان يستخدمها النظام الإيراني في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية المسلحة في المنطقة، والميليشيا في اليمن وحماس والجهاد في غزة. ومن ثم فإن الهدف من تلك العقوبات «لي يد طهران، ومنعها من تقديم أي دعم للإرهاب».

 

Email