أبو غنام.. فلسطينية معتقلة بتهمة رثاء نجلها الشهيد

الأسيرة سوزان تحتضن قميص محمد | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بلدة الطور شرق القدس المحتلة يكمن منزل كل ركن فيه بات يحكي قصة وجع، وذكريات مؤلمة، فمنذ 12 يوليو 2017 لم يعد ذاك المنزل الهادئ الوادع الدافئ كما كان، فعقب استشهاد الابن محمد أبو غنام وإعدامه بدم بارد على يد قوات الاحتلال خلال هبة باب الأسباط، كل شيء تغير وسيطرت ملامح الحزن الأسود على كل أفراد عائلة أبو غنام.

رحيل بلا وداع

بعد أقل من ساعة على استشهاد محمد (20 عاماً)، تمكن المواطنون من تهريب جثمانه من على أسوار مشفى المقاصد في القدس، خشية احتجازه من قبل سلطات الاحتلال التي طوقت المشفى في حينه ليوارى الثرى دون أن تتمكن الأم المكلومة من وداعه واحتضانه وتقبيله للمرة الأخيرة، وبقيت حسرة حرمانها النظرة الأخيرة لعنة تطارد العدو إلى الأبد.

فاجعة كبيرة حلت بالعائلة التي لم تودع نجلها الشهيد، إلا أنها لم تكن الأخيرة، فبعد أقل من شهر على مرور عام على استشهاده داهمت قوة كبيرة من قوات الاحتلال منزل ذوي الشهيد غنام واعتقلت والدته سوزان بتهمة رثاء ابنها محمد ومدحه عبر صفحتها على الفيسبوك التي أغلقها الاحتلال عدة مرات، دون مراعاة لمشاعرها المجروحة وقلبها المنفطر، وأمومتها المعذبة، وحرمانها من احتضان أبنائها الأربعة ( ريهام، ورؤى، ومصطفى، ورنيم)، منذ اعتقالها في أغسطس 2018، وجرى نقلها إلى مركز توقيف «المسكوبية» ثم إلى سجن «هشارون»، ومؤخراً إلى سجن الدامون، وحكم عليها بالسجن 11 شهراً.

يقول أبو محمد زوج الأسيرة سوزان: إن استشهاد محمد كان كفيلاً بتحويل حياة العائلة إلى مأساة حقيقية، وفي ظل غياب الأم واعتقالها أصبحت حياتنا أقسى بكثير.

وبيّن أن بناته الثلاث يتحملن ضغط مسؤولية المنزل، وأعباءه، بينما النجل الأصغر مصطفى (11 عاماً) يعاني من اضطرابات نفسية لغياب الأم وفقدان الأخ الأكبر.

وصية سوزان

أكد الزوج أن زوجته تعرضت لأقصى أنواع الظلم بعد إعدام نجلها، واعتقالها التعسفي وقلقها على وضع أبنائها النفسي في ظل استمرار الاحتلال بمداهمة المنزل وتفتيشه بين الحين والآخر دون أي سبب، إضافة إلى لوعة الفراق والاشتياق لأبنائها ولضريح نجلها الشهيد.

ويضيف: أزورها مرة كل شهر تقريباً، وفي كل مرة تبكي ابنها الشهيد وتوصيني بزيارة قبره دائماً، وأبلغه حجم اشتياقها الكبير لاحتضان ضريحه وتقبيله. ويختتم الزوج متسائلاً: «أي ظلم أكبر من أن توصي أسيرة بزيارة قبر ابنها الشهيد، فحسبنا الله ونعم الوكيل».

Email