تنافس محموم بين الطرفين لكسب ولاء الجيش

السودان.. حشود المعارضة والحكومة وجهاً لوجه اليوم

متظاهرون سودانيون أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، إلى مسيرة حاشدة «يراها الجميع» اليوم في العاصمة الخرطوم، في استعراض للقوة فسّره مراقبون بأنه موجّه للجيش من أجل التأكيد على شعبية النظام الحاكم في ظل إشارات عن إمكانية انحياز المؤسسة العسكرية للحراك الشعبي، فيما واصل المتظاهرون المعارضون على مطلب تنحية الرئيس السوداني عمر البشير من أمام مقر قيادة الجيش لليوم الخامس على التوالي.
 واعتصم آلاف المتظاهرين السودانيين خارج مقر القيادة العامة للجيش لليوم الخامس على التوالي مطالبين الرئيس عمر البشير بالتنحي، بعدما أمرت الشرطة عناصرها بعدم التدخل لتفريقهم.


وفي ما بات أكبر تحد حتى الآن يواجه حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، تدفق المتظاهرون إلى محيط المجمع الذي يضم وزارة الدفاع ومقر إقامة الرئيس خلال الليل، حيث غنوا ورقصوا على نغمات أغان ثورية، بحسب شهود. ولمعت أضواء مئات الهواتف النقالة التي رفعها المتظاهرون خلال الليل خارج أسوار المجمع. وقال متظاهر قضى الليلة بأكملها أمام المقر «مرّت الليلة بسلام دون أي حوادث». وأضاف: «نعتقد أن الدعم من قوات الجيش على الأرض والآن الشرطة يزداد بكل تأكيد».


وللمرة الأولى لم يواجه المتظاهرون ليلة أول أمس أي «تهديد» من عناصر الأمن، وفق ما أفاد متظاهر طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية.


وقال متظاهر إن «الجنود في المجمع يشعرون بالغضب جراء الهجمات (التي تعرض لها المتظاهرون) بالغاز المسيل للدموع وهم عازمون على منعها». وأفاد شهود عيان أن الجنود نشروا عدة مركبات محملة بالرشاشات عند مداخل المجمع. وذكر وزير الإعلام السوداني حسن إسماعيل نقلاً عن تقرير لقائد شرطة الخرطوم أن 11 شخصا قتلوا في وقائع بالعاصمة أول أمس، بينهم ستة من القوات الحكومية. ولم يعط الوزير، وهو أيضا الناطق باسم الحكومة، تفاصيل بشأن كيفية مقتل هؤلاء. لكن الخرطوم شهدت محاولتين من جانب قوات الأمن لتفريق آلاف المحتجين المعتصمين خارج وزارة الدفاع، مما دفع جنود الجيش الذين يحرسون المجمع للتدخل لحمايتهم.


مسيرة النظام


من جهتهم، دعا أنصار البشير إلى مسيرة تأييد للرئيس البشير اليوم، وحضّوا جميع أعضاء حزبه على المشاركة. وجاء في بيان صدر عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أن «المكتب القيادي للمؤتمر الوطني يدعم مبادرة قوى الحوار الوطني لتنظيم مسيرة حاشدة يراها الجميع» اليوم، داعيا أعضاءه في أنحاء ولاية الخرطوم للمشاركة. ونقل البيان عن رئيس الحزب المكلف أحمد هارون قوله «أدعو أعضاء المؤتمر الوطني في كل أنحاء ولاية الخرطوم للمشاركة في المسيرة لإظهار أن هناك قوى اجتماعية وسياسية حريصة على سلام وأمان واستقرار السودان».


موقف الجيش


ويعتقد المحللون أن امتناع الجيش عن التدخل ضد المتظاهرين المعتصمين أمام مقر قيادته يعكس استياء في صفوفه. ويشير إريك ريفز الباحث المتخصص في الشؤون السودانية في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة إلى أن «الجيش يملك في نهاية المطاف مفتاح نجاح أي انتفاضة». ويقول: «هناك مؤشرات عديدة على الاستياء داخل الجيش»، مضيفاً «الرتب الأدنى في الجيش غاضبة من فكرة أن (تضطر) إلى قتل سودانيين».
ويقول موريثي موتيغا من المركز البحثي مجموعة الأزمات الدولية المتخصص في النزاعات «يبقى السؤال كم من الوقت سيظل الجيش داعما لبقاء البشير».
ويتابع أنه «بالنظر إلى الإشارات المتناقضة التي تأتي من القيادات العليا في الجيش، فإن البشير ربما يضطر إلى مواجهة المرحلة الانتقالية أسرع من المتوقع».

Email