وحدات عسكرية توفر الحماية لمعتصمي «القيادة العامة»

وزير الدفاع السوداني: لن نسمح بإحداث شرخ في القوات المسلحة

المعتصمون يحيون جنوداً على متن مدرعة أمام القيادة العامة للجيش | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت مصادر السودانية عن وفاة ثمانية متظاهرين خلال احتجاجات منذ السبت الماضي، فيما تحدى آلاف السودانيين حرارة طقس الخرطوم وواصلوا اعتصامهم لليوم الثالث أمام القيادة العامة للجيش، بينما شكلت قوات الجيش طوق حماية للمحتجين، في وقت أكد وزير الدفاع السوداني عوض محمد أحمد بن عوف، أن القوات المسلحة لن تسمح بإحداث «شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد»

مناوشات

ودخلت قوات الجيش المرابطة حول ساحة الاعتصام فجر أمس في مناوشات مع بعض الدوريات التابعة لجهاز الأمن التي حاولت تفريق المعتصمين أمام البوابة الرئيسية لقيادة أركان القوى الجوية، استخدم فيها الرصاص الحي. وأكد شهود عيان لـ«البيان» وقوع عدد من الإصابات وسط المعتصمين بجانب إصابة أفراد ينتمون للجيش، كما أكدت مصادر طبية سقوط أحد أفراد الجيش قتيلاً متأثراً بجروحه، ولم تؤكد ذلك القوات المسلحة.

وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية المعارضة مقتل جندي ومتظاهر بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن بالخرطوم.

وردد المحتجون هتاف «الجيش حامينا» و«شعب واحد.. جيش واحد».

وكشفت مصادر بالجيش عن وجود خلافات بين قادة الجيش بشأن التعامل مع المتظاهرين المعتصمين بمقر القيادة العامة، حيث يقف قادة كبار مع فض التظاهرات وإنهاء الاعتصام استجابة لقرار الحكومة، بالتنسيق مع القوات النظامية الأخرى، بينما ترفض تيارات أخرى الخطوة تماماً وتشدد على حماية الجيش للمتظاهرين المنتشرين في محيطه. وأغلقت السلطات الجسور الرابطة بين مدينة الخرطوم وبقية مدن العاصمة، ما اضطر الجموع إلى العبور راجلين.

مليونية

وأكد شهود عيان أن أعداد المعتصمين تخطى المليون، حيث يعتبر موكب، أمس، الأكبر من نوعه منذ اندلاع التظاهرات في 19 ديسمبر الماضي.

كما خرج الآلاف في عدد من مدن الولايات وهم يحملون ذات المطالب بتنحي البشير، ونفذوا اعتصامات أمام الحاميات العسكرية. وذكر شهود أن قوات الجيش منعت الأجهزة الأمنية من تفريق المتظاهرين.

بدورها، أكدت قوى الحرية والتغيير التي تضم تجمع المهنيين وتنظيمات المعارضة السودانية تمسكها بالتنحي الفوري للرئيس السوداني عمر البشير، ودعت القوات المسلحة لرفع يدها عن النظام ودعم مطالب الشعب، وطالبت بتكوين مجلس انتقالي من قوى الثورة لترتيب الانتقال السياسي.

من جهته، قال وزير الداخلية بشارة جمعة أمام البرلمان، إن سبعة متظاهرين سقطوا أثناء تفريق تظاهرات السبت، ستة منهم في ولاية الخرطوم والسابع بولاية وسط دارفور، مشيراً إلى توقيف 2496 شخصاً.

وأكد وزير الدفاع، عوض محمد أحمد بن عوف، أن القوات المسلحة لن تسمح بإحداث «شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد»، وأنها صمام أمان البلاد ولن تفرط في أمنه ووحدته وقيادته.

جاء كلام الوزير لدى مخاطبته لقاءً جمع قادة القوات المسلحة برتبة الفريق واللواء بوزارة الدفاع. وأضاف بن عوف، النائب الأول للرئيس السوداني، أن كل السودان بأبنائه ومقدراته أمانة في عنق القوات المسلحة، وأن التاريخ لن يغفر لقادتها إذا فرطوا في أمنه.

وقال إن هنالك جهات تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في القوات المسلحة وإحداث الفتنة بين مكونات المنظومة الأمنية بالبلاد، مؤكداً أنه لن يتم السماح بذلك مهما كلف من عنت وضيق وتضحيات، وأبان أن القوات المسلحة تقّدر أسباب الاحتجاجات، وهي ليست ضد تطلعات وطموحات وأماني المواطنين، ولكنها لن تسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى، ولن تتسامح مع أي مظهر من مظاهر التفلت الأمني.

Email