الجيش يشنّ أول ضربة جوية في ضواحي العاصمة

مصادر لــ « البيان»: شبهات سرّعت «طوفان الكرامة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر عسكرية ليبية لـــــ«البيان» الأسباب التي دفعت الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لإطلاق عملية «طوفان الكرامة» لتحرير طرابلس من الإرهاب الميليشياوي، فيما نجح الجيش، أمس، بعملية نوعية، في تحرير عناصر كتيبة وقعوا في الأسر، وفي السياق ذاته، أعلن الجيش أنّه نفذّ ضربة جوية في إحدى ضواحي طرابلس.

وقالت مصادر ليبية لـ «البيان» إن الجيش وضع خطة تحرير طرابلس في ديسمبر الماضي وكان ينتظر الوقت المناسب. وأضافت أن مستجدات مهمة جعلت القيادة العامة تسرّع بإطلاق عملية «طوفان الكرامة».

وتابعت أن حفتر كان اتفق في لقائه الأخير مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج على أن يدخل الجيش العاصمة من دون قتال، غير أن السراج تراجع عن الاتفاق بسبب خضوعه لهيمنة «الإخوان»، وبعد أن تلقى أوامر قطرية تركية بعدم تنفيذ أي تفاهم مع الجيش. وأضافت المصادر أن الأيام الأخيرة ، شهدت تحركات مشبوهة في طرابلس، بعد أن وصل إليها عدد من عناصر «داعش» عبر مطاري مصراتة ومعيتيقة، من بينهم إرهابيون فروا من سوريا إلى تركيا ثم إلى ليبيا، وتم تكليفهم بتنفيذ تفجيرات دموية في طرابلس.

وأكد الناطق باسم القائد العام للجيش أحمد المسماري، أن قطر تشن حملة إعلامية لتشويه العملية العسكرية ضد الإرهابيين في طرابلس"، مشيراً إلى "اجتماعات للقاعدة والإخوان في قطر وتركيا تهدف لتوحيد صفوفهم.

وذكّر المسماري بأن "وزير الداخلية بطرابلس كان قد اتهم ميليشيات العاصمة بأن لديها اتصالات مع مخابرات أجنبية"، معتبراً أن "علاقة المجلس الرئاسي بالإخوان وجماعات متطرفة تتكشف بوضوح".
وحذّر المسماري من أن بعض وسائل الإعلام تمارس تضليلا إعلاميا، داعياً الشعب الليبي "لأخذ الحيطة والحذر مما تبثه وسائل إعلام معادية". واعتبر أن "الحملات الإعلامية المضللة أكبر دليل على خسائرهم الميدانية".

وأضاف المسماري أن "معركتنا هذه بدأناها من بنغازي حتى وصلنا إلى طرابلس اليوم.. معركة طرابلس هي النهائية والحاسمة للقضاء على الإرهاب"، مذكراّ بأن "هدف معركة الجيش منذ 2014 هو حماية المواطن والمال العام الليبي".

واعتبر أن "الإرهابيين اختطفوا العاصمة الليبية طرابلس"، مضيفاً أن "طرابلس تدار بشكل خارج عن الأطر الطبيعية التي تدار بها العواصم". ودعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى هدنة إنسانية أمس لمدة ساعتين لإجلاء الجرحى والمدنيين من جنوب طرابلس.

وقالت البعثة، في بيان على موقعها الالكتروني، إنها تدعو جميع الأطراف العسكرية الموجودة في منطقة وادي الربيع والكايخ وقصر بن غشير والعزيزية إلى احترام هدنة إنسانية لتأمين إجلاء الجرحى والمدنيين من قبل أجهزة وطواقم الإسعاف والطوارئ والهلال الأحمر الليبي.

عملية نوعية
ونجح الجيش في تحرير عناصر الكتيبة التي وقعت في الأسر، غرب طرابلس. وبثت شعبة الإعلام الحربي شريط فيديو للأسرى بعد تحريرهم وهم يهتفون «عاش الجيش عاشت ليبيا».

وكانت كتيبة 107 المساندة ومقرها في مدينة صرمان (60 كلم غرب طرابلس)، غادرت الخميس، مواقعها واتجهت إلى البوابة 17 للسيطرة عليها من دون تنسيق مع غرفة العمليات بالمنطقة الغربية التابعة للقيادة العامة.

وكان لا بد من المرور عبر الزاوية التي تبعد 50 كلم عن طرابلس، لذلك اتصل آمرها عمر الماقوري بقيادات الميليشيا في المدينة، وطلب الإذن بالعبور بلا مواجهات، فجاءه الرد إيجابياً، وخاصة من قبل قادة ميليشيا أبوعبيدة الزاوي المحسوب على الجماعة الليبية المقاتلة (إخوان).

لكن هذه الميليشيا غدرت بالكتيبة 107 وأسرت 128 من عناصرها. وقامت ميليشيا أبوعبيدة بالتقاط صور وفيديوهات لعناصر الكتيبة ونشرها على مواقع التواصل وإرسال نسخ منها إلى قنوات ومواقع «الإخوان». لكن بعد ساعات قليلة أعلن الجيش الليبي استعادة الموقع ومطار طرابلس الدولي. ونجح الجيش في تحرير الأسرى في عملية نوعية شاركت فيها شعبة المخابرات العسكرية والقوات الخاصة (الصاعقة).

Email