تقارير «البيان »

مغادرة تميم قمة تونس انحياز لمعسكر الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

جاء انسحاب أمير قطر تميم بن حمد، من القمة العربية في تونس، تأكيداً على انحياز الدوحة لمعسكر الإرهاب؛ لا سيما أن الانسحاب جاء بعد إدانة التدخلات الإيرانية والتركيّة في شؤون الدول العربية، في الوقت الذي ترتبط قطر بعلاقات وطيدة مع كلا البلدين، واحتمت بهما للتغلب على آثار المقاطعة العربية. ورغم أن بعض المصادر في تونس قالت إن مغادرة أمير قطر كانت مقررة ومبرمجة، إلا أن ذلك لم يرض فضول الإعلام.

تساؤل إعلامي

ودفع اللبس مراسلة شبكة موزاييك التونسية إلى القول إنه يجب فرض «احترام كل القادة للقمم العربية.. وعلى الأقل إلقاء كلماتهم قبل مغادرة أي قمة عربية في تونس» أو غيرها من الدول المضيفة لـ «عدم إثارة البلبلة». وأضافت «بررتم موقف مغادرة أمير قطر بحرية شخصية ولكنه لم يلق الكلمة، وأرى في ذلك عدم احترام لبقية القادة العرب ولقمة تونس.. لأنه، أحببتم أم كرهتم، أثار البلبلة وشوش على القمة».

ومثّل انسحاب أمير قطر من القمة تأكيداً على صلف الدوحة وإصرارها على مواقفها الداعمة للإرهاب، ومن ثمّ لم تجد قطر مكاناً لها وسط الجمع العربي المنادي بالتصدي للإرهاب والدول الداعمة له، خاصة تركيا وإيران، كما جاء في كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الذي دان التدخلات التركية والإيرانية، وهو ما لم يأت على هوى الجانب القطري.

شعور المتّهم

و«بعد أن وجهت الانتقادات للدول الداعمة للإرهاب والدول التي تتدخل في الشؤون العربية شعر تميم بأن الاتهام موجه إليه شخصياً»، بحسب تعليق مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير محمد حجازي، الذي شدّد على أن القادة العرب دانوا الإرهاب ومصادره ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عربية من أجل التصدي للإرهاب ومموليه، على حد تعليق رئيس لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري النائب البرلماني سعد الجمال، الذي شدد على أن أمير قطر خالف البروتوكول.

سلوك المنبوذ

السفير المصري السابق لدى الدوحة محمد المنيسي، شدد على ولاء قطر لكل من تركيا وإيران، ومن ثم فإن انسحاب أمير قطر جاء بعد أن تمت إدانة التدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة، الأمر الذي لم يقبله تميم، فقرر أن يغادر قبل أن تتواصل الإدانات لحليفيه.

استرضاء حليفين

ووصف نواب بحرينيون انسحاب أمير قطر من القمة العربية بالمحاولة الجديدة لاسترضاء الحليفين التركي والإيراني، في ظل العزلة العربية التي تشهدها قطر، موضحين أن اللعب بات اليوم على المكشوف. وقال عضو مجلس النواب البحريني إبراهيم النفيعي: إن هروب أمير قطر تميم بن حمد من القمة بهذا الشكل المعيب، يوجز المراهقة السياسية، التي تتمر

وأكد النفيعي لـ«البيان» من المنامة أن انسحاب تميم مباشرة بعد التصريح الذي أدلى به أمين عام جامعة الدول العربية عن التدخلات التركية في الشؤون العربية، تأكيد دامغ على تبادل الأدوار بين حكومة الدوحة ونظام أردوغان.

وأردف: «التدخلات التركية هي نسخة مشوهة من التدخلات الإيرانية، يقابلها دعم لوجستي من حكومة دوحة بشكل معلن».

وقال النائب محمد بو حمود: إن التصادم المستمر الذي يفتعله تنظيم الحمدين مع كل مبادرات توحيد المواقف والمصالح العربية، آخرها انسحاب أمير قطر من القمة، يؤكد أنه نظام مشاكس، لا يضع في أولوياته اعتباراً لجار ولا حليف أو صديق.

وقال بو حمود «إرضاء الحليف التركي بهذا الوقت بالذات، يمثل خياراً استراتيجياً لا مناص منه لقطر، خصوصاً مع تزايد علامات الاستفهام حول ممارسات الحكومة القطرية المهددة للسلم العربي، أولها دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، واحتضانها وتغذية نشاطاتها، والأهم محاولات تمرير الأجندات المستوردة من الخارج».

موقف حرج

قال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير صلاح حليمة: إن انسحاب أمير قطر من قمة تونس جاء لعدم استطاعته الدفاع عن إيران وتركيا، خلال كلمة أبو الغيط وفي الكلمات الأخرى، فقرر المغادرة سريعاً حتى لا يتعرض للحرج.

Email