«جثامين الشهداء» وجع يلاحق ذويهم في غزة

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع مرور الذكرى السنوية الأولى لانطلاق مسيرات العودة، ترتفع أعداد الشهداء والجرحى والمكلومين في قطاع غزة، وتزداد معها مطالب الشعب، بالتوازي مع ازدياد الأوضاع سخونة في قطاع غزة، والتي أخرجت السكان إلى الشوارع للمطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.

ومن ضمن هذه العائلات المكلومة والتي يُفتح جرحها مع كل صباح، أهالي ذوي الشهداء المحتجزة جثامينهم خلال مسيرات العودة، الذين قتلهم جنود الاحتلال قرب السياج، ونقل جثامينهم من غزة إلى مقابر الأرقام، مع التكتم على تفاصيلهم.

عائلة باسل شاهين إحدى هذه العائلات التي يتجدد جرحها كل صباح، بعدما أصبح بيتهم مزاراً للأصدقاء والأقارب لتعزيتهم، بعد احتجاز الاحتلال الإسرائيلي جثمان شقيقه عماد ابن الـ17 عاماً، والذي قتله جنود الاحتلال شرقي مخيم المغازي.

عماد هو أحد المشاركين باستمرار في مسيرة العودة، حاول اجتياز السياج الفاصل شرقي المغازي، لكن جنود الاحتلال المتمركزين أمام المخيم باغتوه بإطلاق النار عليه، ومكث في مكانه ما يقارب ساعة كاملة في حالة نزيف من دون علاج، إلى أن تم نقله لمستشفى سوروكا في الداخل المحتل.

ونشر مستشفى سوروكا على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي وصول شاب فلسطيني من غزة، وبعد ساعتين أعلن أنه فارق الحياة.

ويقول باسل شقيق الشهيد لـ«البيان»: توجهنا لكل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والوزارات المختصة والارتباط المدني لمساعدتنا على استعادة جثمان شقيقي، بعدما تم تحويله إلى مشرحة أبو كبير في اليوم التالي لاستشهاده، ولكن جرحنا ما زال مفتوحاً حتى الآن من دون استعادته.

وبقي الشهيد عماد وهو في الصف الثاني الثانوي جرحاً مفتوحاً في منزل عائلته وسكان منطقته وأصدقائه، كما العديد من عائلات الشهداء الذين ما زالت إسرائيل تحتجز جثامينهم، مع اقتراب إحياء الذكرى السنوية لمسيرات العودة.

وذكرت مؤسسات حقوقية في عدة لقاءات تحدثت فيها عن شهداء مسيرات العودة، أن إسرائيل ما زالت تحتجز 11 شهيداً سقطوا خلال مسيرات العودة التي انطلقت نهاية مارس من العام الماضي، ولم يتم تسليم جثامينهم حتى الآن لذويهم في قطاع غزة.

Email