إشادات أمريكية وأوروبية بزوال خطر التنظيم وتصميم على سحق الإرهاب

العالم يطوي صفحة «دويلة داعش»

ت + ت - الحجم الطبيعي

طوى العالم صفحة دويلة تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، بعد خمس سنوات من المجازر والتهجير والقتل والسبي، مارسها التنظيم بحق المدنيين في مناطق سيطرته، حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) السيطرة الكاملة على آخر جيب للتنظيم الإرهابي في الباغوز شرق الفرات، وفيما شدّدت باريس على أنّ هزيمة المتطرّفين أزلت خطراً كبيراً عن فرنسا، وصفت لندن، هزيمة «داعش» بأنها منعطف تاريخي.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية، سيطرتها على آخر جيب لتنظيم داعش في الباغوز شرقي سوريا، بما ينهي الدويلة الإرهابية التي أعلنها التنظيم قبل أعوام.

وقال مصطفى بالي مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية على «تويتر»: «الباغوز تحررت، والنصر العسكري ضد داعش تحقق، بعد سنوات من التضحيات الكبرى، نبشر العالم بزوال دويلة داعش، وخسارة التنظيم لأراضي سيطرته بنسبة مئة في المئة».

وجدّد بالي العهد على مواصلة الحرب وملاحقة فلول الإرهابيين حتى القضاء التام عليهم.

وأكّدت قوات سوريا الديمقراطية، بدء مرحلة جديدة في قتال تنظيم داعش في سوريا بالتعاون مع التحالف الدولي.

وقال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم كوباني: «نعلن للرأي العام العالمي عن بدء مرحلة جديدة في محاربة إرهابيي داعش، بهدف القضاء الكامل على الوجود العسكري السرّي لتنظيم داعش المتمثّل في خلاياه النائمة، والتي لا تزال تشكّل خطراً كبيراً على منطقتنا والعالم بأسره».

ورفعت قوات سوريا الديمقراطية، رايتها الصفراء على مبنى داخل آخر بقعة كانت تحت سيطرة التنظيم في الباغوز، فيما هتف مقاتل في صفوفها قائلاً «داعش انتهى، نحن نعيش الفرحة الآن».

وعلى بعد أمتار من نهر الفرات، الذي تقع الباغوز على ضفافه الشرقية، شاهد صحافي في وكالة الصحافة الفرنسية، راية التنظيم السوداء ملقاة على الأرض، وخنادق محفورة تحت الأرض وبطانيات مبعثرة وآوان منزلية ومولدات كهرباء مرمية في كل مكان، بين خيم مهترئة وأخرى محروقة أو مغطاة ببطانيات وقماش ملون.

ولفت الصحافي إلى أنّ عشرات السيارات والشاحنات الصغيرة كانت متوقفة بين الخيم، غالبيتها باتت عبارة عن هياكل حديدية جراء القصف، بينما كانت أسلحة مثبتة على عدد منها، وهي محترقة بالكامل جراء ضربات جوية للتحالف على الأرجح.

وقال أحد مسؤولي العلاقات الخارجية بقوات سوريا الديمقراطية، عبد الكريم عمر: «هذه لحظة تاريخية، كنا ننتظرها وكذلك المجتمع الدولي، هذا لا يعني أننا أنهينا على الإرهاب وداعش، لقد أنهينا داعش عسكرياً ولقد أنهينا دولته، ولكن لايزال التنظيم لديه خلايا نائمة ومازالت أيديولوجيته موجودة في المناطق التي حكموها لسنوات».

إشادة فرنسية

في السياق، أشاد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بهزيمة تنظيم داعش، معتبراً أنّ ذلك أزال خطراً كبيراً عن بلاده. وكتب ماكرون في تغريدتين أشاد فيهما بالتحالف الدولي بعد الإعلان في سوريا عن سقوط آخر مربع للتنظيم: «زال خطر كبير عن بلادنا، لكن التهديد لايزال قائماً والكفاح ضد المجموعات الإرهابية يجب أن يستمر».

وأضاف ماكرون: «أنا أحيي شركاءنا وجيوشنا في التحالف الدولي الذي تشارك فيه فرنسا، لقد قاتلوا الإرهابيين بعزم دفاعاً عن سلامتنا، لا ننسى ضحايا داعش، إنها خطوة هائلة». بدورها، شدّدت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورانس بارلي، عبر «تويتر»، على أنّ تنظيم داعش لم يعد يسيطر على على أي أراضٍ، لكنه لم يختفِ.

منعطف تاريخي

كما وصفت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، هزيمة داعش بأنها منعطف تاريخي، داعية إلى مواصلة المعركة ضد المتطرّفين.

وقالت ماي في بيان: «أحيي العمل الدؤوب والشجاعة الاستثنائية للقوات البريطانية وشركائنا في التحالف الدولي الذين حاربوا داعش في سوريا والعراق، تحرير آخر بقعة خاضعة لسيطرة داعش هو منعطف تاريخي لم يكن ممكناً من دون التزامهم ومهنيّتهم وشجاعتهم، يجب ألا نغفل عن التهديد الذي يمثله داعش ولا تزال الحكومة البريطانية مصممة على القضاء على أيديولوجيته المؤذية، سنواصل القيام بما هو ضروري لحماية الشعب البريطاني وحلفائنا».

حدث حاسم

بدوره اعتبر نائب المبعوث الأمريكي الخاص لدى التحالف الدولي، وليام روباك، أن انتهاء داعش يشكل حدثاً حاسماً في المعركة عليه.

وقال روباك في كلمة ألقاها خلال مؤتمر صحافي: «نهنئ الشعب السوري خصوصاً قوات سوريا الديمقراطية على تدميرها تنظيم داعش، هذا الحدث الحاسم في القتال ضد التنظيم يشكل ضربة استراتيجية ساحقة ويؤكد الالتزام الثابت لشركائنا المحليين والتحالف الدولي في هزيمة داعش.

وحذّر في الوقت ذاته من أن القتال ضد التنظيم لم ينتهِ بعد»، مضيفاً: لا يزال أمامنا الكثير من العمل لإلحاق الهزيمة الدائمة بالتنظيم، لم تنتهِ الحملة بعد، يبقى داعش تهديداً كبيراً، سنواصل دعم عمليات التحالف في سوريا لضمان.. هذه الهزيمة الدائمة.

Email