فلسطين

غزة .. الشعب يريد إسقاط «السجائر»

طوابير البطالة تضرب القطاع | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا ينتهي الجدل في قطاع غزة حول أسعار السجائر منذ سنوات عديدة، فتارة يعود الارتفاع لقرارات وزارة المالية، وثانية يعود لتلاعب التجار في أسعارها ودخولها، وتارة ثالثة يرتفع سعرها لمستوى خيالي بلا سبب معروف. وكان الأمر يمر بلا ضجيج.

حركة حماس بدأت بالاعتماد على الضرائب التي تجنيها من السجائر كرافعة أساسية لماليتها ولدفع رواتب الموظفين، كاعتمادها على عساكر الأمن الداخلي في غزة.

الغزّيون لاحظوا ارتفاع أسعار السجائر بنسب بسيطة زيادة على أسعاره المرتفعة في الأساس من دون إعلان مسبق، سوى الشعور بهذا الارتفاع عند شراء السجائر، ما أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وارتفعت أسعار السجائر بعد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014 بقفزة كبيرة من 8 شواكل (حوالي دولارين) إلى 18 شيكلاً، بفارق سعر تمت إضافته كضريبة من وزارة المالية على التبغ المستورد، وسرت هذه الأسعار حتى يومنا الحالي.

وأعرب الكثيرون من سكان غزة عن تذمرهم من هذا الارتفاع المفاجئ بعدما كانت أسعار السجائر في متناول الجميع لسنوات عديدة، بعد استيراد السجائر من معبر كرم أبو سالم، وتهريبها عبر الأنفاق الواصلة مع مصر، لكن سرعان ما هدأت الثورة ضد هذا الارتفاع، نظراً لتلقيهم رواتب من السلطة الفلسطينية.

أقل من علبة

أما الفئة الكادحة فاضطرت للتعامل بطريقة جديدة مع السجائر بشرائها بنظام «أقل من علبة» كشراء نصف علبة سجائر بنصف الثمن، أو سيجارة واحدة مقابل شيكل واحد، والاتجاه نحو التبغ العربي القديم الذي كان يصل القطاع ويدمن عليه كبار السن، حتى وصل الأمر ببعضهم لتدخين السيجارة على مراحل لعدم امتلاكهم الأموال.

ومع بدء تمكين السلطة الفلسطينية بعد توقيع اتفاق المصالحة نهاية 2017، ضخت سجائر من نوع متدنّ في أسواق غزة لانخفاض أسعارها مقارنة بسجائر الماركات المعروفة. لكن هذه المرة إلى وصل ثمن علبة السجائر إلى ما يقارب 21 شيكلاً (6 دولارات)، وهذا ما لا يمتلكه المواطن العادي، ما دفع المواطنين للقيام بثورة إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي رفضاً لهذه الأسعار، ودعوة لمقاطعة التدخين.

وبدأت مجموعة من المدخنين بإطلاق النصائح للمواطنين لشراء الطعام للأطفال بثمن علبة السجائر التي ستتم مقاطعتها، ومقارنة ثمن سعر علبة السجائر بأصناف عديدة من الفواكه والخضروات. وسخر محمد التلباني من ارتفاع أسعار السجائر، وكتب على صفحته عبر الفيسبوك: «هينا بطلنا نتنفس حرية وعادي عايشين، وبطلنا نقاوم الاحتلال وعادي عايشين، وبطلنا نحب بعض وعادي عايشين، وبطلنا نخاف على القدس وعادي عايشين، وبطل الراتب يكفي، وعادي عايشين، وبطلنا نعرف العدو من الحبيب وعادي عايشين، وبطلنا كثير أشياء.. يعني وقفت عالدخان؟».

وكيل وزارة الاقتصاد أيمن عابد، قال إن التسعيرة الجديدة وصلت من دائرة التبغ لوزارة المالية، الجهة المخوّلة بتحديد أسعار السجائر في القطاع، وأن طواقم وزارته تتابع بشكل مكثف المحلات لمتابعة أي مخالفة للأسعار المعلنة.

وأثارت تصريحات عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس عاطف عدوان سخط الغزيين أكثر، بعدما برر زيادة الجمارك على السجائر وتضاعف أسعارها بأن «الحكومة تخاف على صحة المواطن».

لأنه آفة!

وأضاف عدوان: «نرفع أسعار الدخان لأنه آفة، ولكي تقل كمية الدخّان المستهلك في غزة، فنحن لا نريد جباية دخان، بل نريد الحفاظ على صحة الناس، فهي تكبدنا تكاليف باهظة جداً».

واعتبرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن فرض الجهات المسؤولة مزيداً من الضرائب والرسوم، تساهم في تحميل المواطن أعباء إضافية، وستؤدي إلى مزيد من معدلات الفقر والبطالة في ظل انعدام الخدمات الصحية والبلدية والحياتية.

Email