نشر قوات قرب الحدود العراقية السورية ورفع الكفاءة الهجومية لـ«عين الأسد»

حشود أمريكية في المنطقة لمواجهة نفوذ إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تزايدت التحركات الأمريكية في المنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني، خصوصاً بعد اقتراب نهاية المعارك مع تنظيم داعش الإرهابي في الباغوز، والتي تعتبر الخط الفاصل بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكياً والميليشيات الإيرانية التي تسيطر على مدينة البوكمال. ووفقاً لمصادر إخبارية متعددة، فقد تحركت قوات عسكرية أمريكية من مختلف صنوف الأسلحة إلى منطقة الحدود العراقية السورية.

التحركات الأمريكية ضد إيران وأذرعها في المنطقة بدأت بالعقوبات على إيران وحزب الله، وأكد عليها نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي ديفيد ساترفيلد خلال زيارته إلى لبنان الأسبوع الماضي، في خطوات وصفها مراقبون عسكريون ومحللون سياسيون أنها إشارات للتصعيد ضد النظام الإيراني على الأصعدة كافة.

وفي دير الزور على وجه الخصوص، تراقب الولايات المتحدة عن كثب التحركات الإيرانية، تحسباً لأي تمدد لميليشياتها التي باتت على الضفة الغربية من نهر الفرات وعلى تواصل جغرافي كامل مع ميليشيات الحشد الشعبي في العراق.

وفي هذا الإطار، أكد رئيس المجلس المدني في دير الزور، غسان اليوسف في تصريح لـ«البيان» أن الولايات المتحدة تعهدت بعدم تمدد النفوذ الإيراني في الضفة الشرقية من نهر الفرات، لافتاً إلى أن واشنطن وعلى الرغم من إعلان الانسحاب، أكدت في كل اللقاءات أنها لن تدع إيران تسيطر على المنطقة.

وأضاف اليوسف، أن الاجتماع الأخير الذي جرى بين المبعوث الأمريكي إلى سوريا السفير ويليام روباك، والمجلس المدني والعسكري في دير الزور يناير الماضي، بحث بشكل مستفيض مواجهة إيران ومنعها من السيطرة على المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي.

وقال إن الوعود الأمريكية في هذا الصدد واضحة وصريحة بعدم منح إيران فرصة السيطرة، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تعهدت بالدعم السياسي والعسكري وتدريب القوات العربية المنخرطة في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من أجل الحفاظ على تلك المناطق.

وأشار إلى أن واشنطن لن تترك إيران وأذرعها مطلقة اليدين في سوريا، خصوصاً بعد الانسحاب الأمريكي التدريجي، مؤكداً أن لدى واشنطن خططاً للردع في حال حاولت إيران التحرك في دير الزور.

وأكد مراقبون أن مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة لن تكون في سوريا فقط، بل سيتوسع إلى لبنان والعراق واليمن، في الوقت الذي تحاول إيران الإيحاء أنها ليست قلقة من المواجهة مع الولايات المتحدة.

وقال الخبير العسكري أحمد حمادة لـ«البيان» إن إيران باتت الخطر الأكبر في المنطقة، وفي سوريا على وجه التحديد، لافتاً إلى أنه حتى روسيا لم تعد مطمئنة للنفوذ الإيراني في سوريا بعد أن انتهت المعارك التي كانت الميليشيات الإيرانية العصب الرئيسي فيها. وأضاف أن الأيام القادمة ستشهد مواجهة محمومة بين الولايات المتحدة وإيران، وربما ستكون دير الزور الساحة المفتوحة للمواجهة، مؤكداً أن الولايات المتحدة لن تخرج من سوريا ما لم تضع حداً للنفوذ الإيراني على المستوى السياسي أو العسكري.

نشر ميليشيات

في الأردن، أكد الخبير في الشأن الإيراني د. نبيل العتوم أن هنالك ميليشيات عديدة في منطقة الحدود السورية العراقية، وجزء كبير منها يتبع للحرس الثوري بدعم مباشر من قائد فيلق القدس قاسم سليماني، حيث تقدر أعدادها ما بين 7 إلى 10 آلاف عنصر، بحسب التسريبات الإعلامية، ومهمتها حماية المصالح الإيرانية. وقال إن إرسال قوات أمريكية إضافية للمنطقة هو جزء من استراتيجية واضحة للولايات المتحدة أعلنها الرئيس دونالد ترامب، مشيراً إلى أن الانسحاب المتدرج من سوريا وإعادة الانتشار في العراق رسالة لإيران، خاصة أن هناك مؤشرات توضح أن الولايات المتحدة عازمة على قطع الممر البري الإيراني الذي تعهدت طهران بتدشينه من إيران مروراً بالعراق فسوريا وصولاً إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف الخبير الأردني أن هناك خطوات تبعت الانسحاب الأمريكي المتدرج من سوريا والانتشار في قاعدة عين الأسد بالعراق، منها دعم القاعدة بـ3 مليارات دولار من خلال إجراء تغيير نوعي على آلية القاعدة وتزويدها بمنظومات دفاعية وهجومية، وكذلك إرسال تعزيزات للقوات الأمريكية المتمركزة عند الحدود العراقية السورية، وسحب جزء من القوات من أفغانستان ونشرها في العراق، ما يعكس التعهد الأمريكي بمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة.

عميد كلية الأمير حسين بن عبدالله للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، د. محمد القطاطشة بيّن أن «إرسال القوات الأمريكية لمنطقة الحدود العراقية السورية، هو جزء من خطة الولايات المتحدة لإنهاء الوجود الإيراني الذي يشكل خطراً كبيراً على المنطقة. فالرئيس الأمريكي اتخذ قراراً حازماً بشأن إيران من خلال محاصرة نشاطاتها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً». وأضاف أن «المعضلة التي يجب إيجاد تفاهمات بشأنها هي أنّ النظام السوري والعراقي ليس لديهما عداء مع إيران أو سياساتها في المنطقة».

خولة

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، تعيين خولة مطر (البحرين) نائبة لمبعوثه الخاص لسوريا، خلفاً لرمزي عز الدين رمزي.

ونقل موقع أخبار الأمم المتحدة عن بيان الناطق باسم الأمين العام أن خولة مطر تتمتع بمعرفة واسعة بالمنطقة والصراع السوري ومنظومة الأمم المتحدة.

وأضاف البيان أن خبرتها تشمل تولي مناصب نائبة رئيس الفريق الانتقالي لمنظومة التنمية في الأمم المتحدة في نيويورك. نيويورك - د.ب.أ

Email