تقارير «البيان »

ملفات شائكة في انتظار الحكومة الفلسطينية الجديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنتظر الحكومة الفلسطينية، التي يُشكلها القيادي في حركة فتح محمد أشتية خلال أسبوعين، بعد تكليفه من الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحد الماضي، ملفات صعبة وشائكة، في ضوء التحديات القائمة بداية من الملف السياسي وضرورة لملمة الواقع الفلسطيني وحتى الوضع الاقتصادي الصعب وما يفرضه من أعباء.

وتأتي تلك التحديات أيضاً في خطٍ متوازٍ مع موقف حركة حماس، التي بادرت بإعلان رفضها للحكومة قبل تشكيلها، فضلاً عن إعلان الجبهتين الشعبية والديمقراطية في وقت سابق عن عدم مشاركتهما بها، ما ينذر بولادة عسيرة للحكومة الجديدة، وتساؤلات حول ما إن كان موقف «حماس» يقلص فرص المصالحة من عدمه.

تكليف أشتية بتشكيل الحكومة بعد أن قدمت حكومة د.رامي الحمدلله استقالتها يأتي في سياق مواصلة العمل الوطني ومواجهة التحديات القائمة، التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل اشتداد الهجمة الأمريكية والإسرائيلية وتأزمات الوضع الداخلي، على حد تعليق القيادي في فتح د.جهاد الحرازين، الذي قال لـ«البيان» من القاهرة، إن القرار بتكليف أشتية جاء «لما يتمتع به من قدرة على التعامل مع الملفات كافة».

ولذلك - وفق الحرازين- جاء كتاب التكليف متضمناً الخطوط العريضة التي تسير عليها الحكومة؛ ومن أهم هذه الخطوط مواجهة التحديات والمخطط الأمريكي وتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين واستعادة قطاع غزة وتحقيق الوحدة الوطنية وإجراء الانتخابات التشريعية ودعم القيادة سياسياً في مواجهة التحديات القادمة التي تحيط بالقضية.

وفي ضوء موقف «حماس» الرافض للحكومة الجديدة، وتداعيات ذلك على الانقسام، يقول الحرازين: هذه الحكومة لن تزيد الانقسام، بل ستعمل على لملمة الواقع الفلسطيني.

المصالحة

ويؤكد القيادي بحركة فتح سفير فلسطين السابق لدى القاهرة السفير بركات الفرا، لـ«البيان» أن «ملف المصالحة برمته منذ الانقلاب الذي قامت به حماس في يونيو 2007 وهو في يد أمينة بالمخابرات المصرية، وهي التي تتولى هذا الملف وتحاول إيجاد حلول لإنهائه ونتمنى أن ينتهي، وإن كنت أشك في ذلك؛ على اعتبار أن حماس لا تريد التخلي عن سلطة الأمر الواقع في غزة».

ويقول الفرا في السياق ذاته إن د.أشتية «هو رجل تكنوقراط وسياسي بالوقت نفسه، وله خبرة طويلة في المجال الاقتصادي والعمل الاجتماعي وأيضاً في العمل السياسي، وبالتالي نأمل أن يكون الوزراء الذين يتم اختيارهم على نفس المستوى، لأن هناك أزمة اقتصادية كبيرة جداً تواجه السلطة الوطنية الفلسطينية بعد وقف المساعدات الأمريكية وأيضاً بعد اقتطاع إسرائيل جزءاً من المستحقات المالية الفلسطينية لديها».

ويستطرد: «آمال عريضة ملقاة على د.أشتية والوزارة الجديدة، ونأمل أن تكون هناك مشاركة واسعة من الفصائل، حتى تكون بالفعل حكومة للشعب الفلسطيني بمختلف أطيافه»، واصفاً موقف حماس بــ«الغريب».

انقسام

على النقيض، يرى أستاذ العلوم السياسية بجـــامعة القدس د.أيمن الرقب، في حديــث لـ«البيان» أن موقف حماس يزيد الانقــسام فعلاً، و«لن يكون بمـــقدور الحكومة الجديدة الاتفـــاق على انتخابات قادمة؛ لأنه يجب أن تُشَكل حكومة وفاق».

Email