الدوحة تشتري الهدوء في غزة لصالح الانتخابات الإسرائيلية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن التدخل القطري الأخير في قطاع غزة بدفع مبالغ مالية شهرية جاء لهدف أساسي وهو شراء الهدوء حتى إتمام الانتخابات الإسرائيلية، بعدما تم استدعاء قطر من قِبل قادة إسرائيل لتمرير الانتخابات بهدوء.

ونقلت الصحفية الإسرائيلية سميدار بيري أن قطر لن تستمر بدفع الوقود لغزة بعد شهر أبريل، بعدما تمّ استدعاؤها من إسرائيل في أكتوبر الماضي لمساعدة غزة لستة أشهر، لشراء الهدوء لنصف عام، حيث قال بعض الإسرائيليين إن تل أبيب هي من استدعت الدوحة لهذه المهمة.

المحلل السياسي أكرم عطا الله قال إنه بعد أبريل ستدخل غزة في أزمة كهرباء جديدة، فاستدعاء قطري بمالها والوقود لستة أشهر لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هذه المرة يذهب للانتخابات بضمانة الفوز وتشكيل الحكومة، وبالتالي لا حاجة لحروب ترفع أسهمه المرتفعة أصلاً، لذا اشترى الهدوء.

وأوضح أن الولايات المتحدة تتجهز لعرض خطتها المعروفة بصفقة القرن التي رفضها الفلسطينيون قبل الإعلان، بالرغم من أنه بات من الواضح أنهم يعرفون تفاصيلها، فهكذا قال كوشنير في لقاء تأهيلي لترويج الصفقة، إنه أطلع الفلسطينيين وجميعهم رفضوا، لكن أمريكا ستسير وفقاً لما تريد، بمعنى أنها ستستمر وفقاً لما اتفقت عليه مع نتانياهو.

وضع خطر

وتابع عطا الله:«نحن أمام وضع شديد الخطورة لخطة إغلاق صناديق الاقتراع في إسرائيل أو بعد أن تتشكل حكومة اليمين، الأوضاع في قطاع غزة ستتدهور مع انقطاع الكهرباء والأزمة المستجدة بوقف تسلم أموال المقاصة، الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وبالتأكيد انعكاساته الأبرز ستكون على القطاع، وقد تصل لحد وقف الرواتب، ما ينذر بانفجار، كما تقدر صحيفة هآرتس العبرية»

وفي السياق، يرى المحلل السياسي د.جمال أبو نحل أن حكام قطر وأميرها أداة ووسيلة بيد الغرب والاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ كل ما يطلب منهم بشكل كامل ودقيق، فقد تصدرت قطر المشهد العربي، خاصة بعد الربيع الدموي في إشعال الفتن والقلاقل والنزاعات والخلافات في الدول العربية، وكأنها تتماشى مع المخطط الخبيث لشرق أوسط جديد وفوضى خلاقة وتدمير المدمر في الدول العربية وخاصة دول الطوق المحيطة بفلسطين.

وأكد أبو نحل أن قطر تنفذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية فقط، حتى أنهم تحالفوا مع دولة إيران التي تهدد أمن الخليج العربي، وكانت أداة طيعة وخبيثة في يدهم ضد إخوانهم العرب.

وأضاف: «السفير القطري محمد العمادي يدخل قطاع غزة عبر معبر إيرز كل مرة طالباً الهدوء من فصائل قطاع غزة، امتثالاً لأوامر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وتستطيع قطر توفير الهدوء للاحتلال على الحدود مع قطاع غزة، خاصة أن حماس تغط ببحر من المشكلات والحصار والانقسام والفقر المدقع في قطاع غزة، وهي بحاجة ماسة للمال القطري المنقذ لهم من الغرق».

وبيّن أن التدخل القطري الأخير في قطاع غزة جاء لتمرير الانتخابات الإسرائيلية بسلام، وأن يستطيع نتانياهو أن يخرج من عمق الزجاجة لأن وضعه الانتخابي لا يحسد عليه، وضائقته كبيرة، ولكن قطر جاءت لتنقذه سعياً منها لنيل رضاه.

Email