سجون الاحتلال.. وجع الأسرى ورائحة الموت

ت + ت - الحجم الطبيعي

ماتت الفرحة في قلب «أم وليد» قبل أن تولد وهي تشاهد ابنها صاحب العشرين ربيعاً ينسرب عمره وتذبل حياته أمام عينيها، وهي ليس لها غير الدعاء له وعلى الاحتلال أحياناً، هرعت وبقية أفراد العائلة إلى مستشفى رام الله الحكومي الذي نقلت إليه طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني من أحد المستشفيات الإسرائيلية بعد قرار الاحتلال بالإفراج عنه نظراً لوضعه الصحي المتردي، العائلة التي وصلت إلى المستشفى فرحة سرعان ما تحولت الفرحة حزن عميق بعد أن شاهدت بأم عينيها كيف صار نجلها وليد شرف، الذي تم اعتقاله في العاشر من يونيو عام 2018.

وذلك بعد 50 يوماً فقط على الإفراج عنه من اعتقال استمر لعام ونصف العام، وتم تحويله مباشرة للاعتقال الإداري.

وليد المنحدر من بلدة أوديس شرق القدس المحتلة أصيب بمرض نادر يعرف بمرض «ضمور الجلد» في منطقة اليدين، وبعد أن وصل إلى أقصى درجات الوجع والإنهاك في سجون الاحتلال بسبب الإهمال الطبي وعدم تلقي العلاج اللازم تفاقمت المشكلة لديه، ما أدى إلى إصابته بمرض غامض في الكبد وتضخم في الكليتين وأصبح يعتمد على أكياس خاصة لقضاء حاجته.

مناشدات

بعد أيام من استشهاد الأسير المريض فارس بارود أطلقت عائلة الأسير شرف مناشدات مكثفة لإنقاذ حياة نجلها، بعد أن تدهور وضعه الصحي وأصبح يتنقل بين مستشفى «اساف هروفيه» الإسرائيلي وعيادة معتقل الرملة.

أم وليد المكلومة تحدثت لـ«البيان»، مكث ابني أربعين يوماً في المستشفيات الإسرائيلية مكبلاً بالسرير لا يتمكن من تناول الطعام بنفسه أو عمل أي شيء، الأمر الذي زاد من أوجاعه وبدأت حالته تسوء بشكل أكبر، فهو لم يخضع للعلاج اللازم، واكتفوا بإعطائه المسكنات.

وتضيف: بعد أن أدركت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية أن حالة ابني وليد لا يمكن شفاؤها حالياً وأن حياته أصبحت مهددة بالخطر، وفي ظل المناشدات المتكررة بضرورة الإفراج عنه، قرروا إنهاء اعتقاله الإداري والإفراج عنه.

فرحة منقوصة

في الثاني عشر من شهر فبراير المنصرم توجهت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني لنقل الأسير من المستشفى الإسرائيلي إلى مستشفى رام الله الحكومي، وهناك كان في استقباله المئات ممن احتفلوا بالإفراج عنه، إلا أن فرحة ذويه كانت منقوصة فالإفراج عنه لم يكن كرماً من الاحتلال بل كان بسبب مشارفة ابنهم على الموت.

وتؤكد أم وليد أن حياة ابنها ما زالت مهددة بالخطر، وقد أظهرت الفحوصات الطبية الأخيرة أنه يعاني من تآكل في الكبد نتيجة فترة الإهمال الطبي التي عانى منها.

منع من السفر

ومعاناة وليد وعائلته لا تنتهي بمقاساة آلام المرض فقط وإنما تمتد إلى أنها غير قادرة على نقله إلى الخارج لتلقي العلاج لتستمر المعاناة والقلق على حياته نجلها في ظل استمرار تدهور وضعه الصحي، إلا أن الاحتلال يقف عائقاً أمام تحقيق ذلك، لمنعه أي أسير محرر من السفر بعد تحرره من السجون.

Email