استطلاع «البيان »: نهاية «داعش» بداية توافق دمشق والأكراد

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهرت ثلاثة استطلاعات رأي لـ«البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابيها على موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، أنّ نهاية تنظيم داعش في سوريا تمهّد لاتفاق بين الحكومة والأكراد.

ورأى 62 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» أنّ دحر التنظيم الإرهابي من شأنه إنجاز اتفاق بين الحكومة السورية والأكراد، مقابل 38 في المئة أشاروا إلى أنّ نهاية الإرهابيين ستوسّع هوّة الخلافات بين الطرفين.

وذهب 67 في المئة من المستطلعين عبر «فيسبوك»، إلى أن من شأن الهزيمة التي مني بها «داعش» تقريب المواقف بين دمشق والأكراد، بينما أشار 33 في المئة ممن استطلعت آراؤهم إلى أنّ هزيمة الدواعش ستذكي الخلافات.

ولم يختلف المستطلعون عبر «تويتر» في آرائهم، إذ ذهب 70 في المئة منهم إلى أنّ دحر الإرهاب في سوريا سيقرّب المسافات بين الحكومة السورية والأكراد، مقابل 30 في المئة ذهبوا إلى عكس ذلك.

وأكّد المحلل السياسي، عريب الرنتاوي، أنّ هنالك حواراً قائماً بين دمشق والأكراد لم يتمخّض عن تفاهمات بعد، مشيراً إلى أنّ هذا الحوار يجري من خلال وساطة روسية.

ولفت الرنتاوي إلى أنّ روسيا تعتقد أن الوصول إلى اتفاق سيحد من الأطماع التركية ومن النوايا لإقامة منطقة آمنة عميقة في الأراضي السورية، وما سيتبع ذلك من مخاطر وتداعيات.

وأضاف: «لكن الوساطة الروسية تصطدم بعقبات عديدة ومن أهمها ارتفاع سقف التوقعات والمطالب لدى الأكراد، فاللائحة التي قد قدمها الأكراد تتضمن المطالبة بإدارة ذاتية وقوات كردية خاصة، بما يقترب من النموذج الكردستاني العراقي، وهذا أمر مرفوض لدى دمشق وإيران وتركيا وكل الدول التي لديها إشكالية مع الأكراد».

وأوضح الرنتاوي، أنّ من عقبات الحوار أيضاً نقص المرونة لدى دمشق في التعامل مع الحقوق الثقافية الكردية، ورغبتها في التعامل معهم كما كان في السابق مع إعطاء القليل، مبيناً أنّ العقبة الأهم تتمثّل في توجيه واشنطن تحذيرات شديدة اللهجة للأكراد تتضمن رفع الغطاء عنهم وعدم دعمهم في حال توصلوا لتفاهمات مع دمشق.

ترتيب أوراق
بدوره، قال الخبير في الشأن الروسي، د. حسام العتوم، إنّ روسيا تحاول إعادة ترتيب الأوراق بين الطرفين بما يحفظ التوازن، من دون المساس بخصوصية الأكراد والمحافظة على وحدة النسيج السوري من الانقسام، وهي رؤية تتناقض مع الرغبات الأمريكية التي تنتفع من وجود خلاف بين الأكراد ودمشق، على حد قوله.

وأردف: «روسيا منذ بداية الأزمة السورية وموقفها ثابت لا يتغير، وتدرك أهمية الأكراد ليس فقط في محاربة داعش، بل في مجمل الأزمة السورية، وانتهاء داعش رغم وجود تشكيك مستمر من قبل الروس بالوجود الأمريكي في سوريا، إلا أنه سيكون بداية لتوصل اتفاق بين الأكراد ودمشق بما يتناسب مع الرؤية الروسية من جهة، والمطالب الأمريكية من الجهة الأخرى».

فرصة سانحة
إلى ذلك، يشير الباحث الكردي إبراهيم كابان، إلى أنّ الفرصة سانحة للحكومة السورية في البدء بحوار جدي مع الأكراد، مشيراً إلى أنّ الحوار الجاد مع الأكراد السوريين، والوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، هو الحل القادم أمام الدولة السورية إن أرادت أن تتخلص من مشاكلها، ولا سيّما أنّ الأكراد يسيطرون على 35 في المئة من الأراضي السورية التي ينبع منها النفط والغاز.

ويمضي خبير العلاقات الدولية د. أيمن سمير، في ذات الاتجاه بتأكيده أنّ العلاقات بين الأكراد والحكومة السورية ستتعزز في الفترة المقبلة، بسبب الخطر التركي، على اعتبار أن أنقرة تسعى للتوسع شرقي الفرات.

Email