محللون لـ« البيان »: موقف واشنطن ينبع من حذرها في التعامل مع ميليشيات إيران

أمريكا تحتفظ بـ «الورقة الأخيرة» عبر رفض تفكيك مخيم الركبان

ت + ت - الحجم الطبيعي

على الرغم من أنّ وزارة الخارجية السورية دعت قبل أيام النازحين في مخيم الركبان للخروج منه والعودة إلى المدن والقرى التي خرجوا منها مع تقديم كل التسهيلات اللازمة لذلك، فإن الولايات المتحدة، بحسب المصادر الروسية في سوريا، رفضت الطلب الروسي الذي يتضمن السماح بعبور قوافل إلى منطقة التنف لنقل اللاجئين من المخيم.

وأجمع محللون أردنيون على أنّ الولايات المتحدة تحاول استخدام الورقة الأخيرة التي تبقت لها في سوريا، للوصول إلى تفاهمات مع الجانب الروسي، إضافة إلى أنّ طبيعة المخيم الحساسة تقتضي الحذر في التعامل مع سكانه الذين ينتمي أغلبهم إلى جهات متطرفة.

وأكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، مجدداً أن هناك محادثات أردنية أمريكية روسية بشأن كيفية عودة سكان مخيم الركبان للنازحين إلى قراهم ومدنهم، مشيراً إلى أن الحل الوحيد لقضية الركبان يمكن في عودة قاطنيه إلى مناطقهم.

ورقة أخيرة

الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة، أكد أن الولايات المتحدة لم يبقَ لديها الكثير من الأوراق في الملف السوري، خاصة بعد الانسحاب من الشمال السوري، حيث أصبح المخيم أهم عامل للتفاوض مع روسيا، ولا يمكن إنهاء أزمة الركبان دون تفاهمات سياسية، ولا يقتصر الأمر على الجانب الإنساني. أضاف: «ستحاول الولايات المتحدة عرقلة فكرة إعادة إعمار سوريا والتلويح بعقوبات بشكل مؤقت، إلى حين إتمام التفاهم الروسي الأمريكي، هذا المخيم استخدم في فترات سابقة كملجأ للمتطرفين، لذلك التعامل معه سيكون بكل حذر».

ملء فراغ

وبين المحلل العسكري د. فايز الدويري، أن هنالك أسباباً واضحة وصريحة لرفض الولايات المتحدة دخول قوافل لنقل السوريين من الركبان، فالتوجه الروسي الإيراني السوري هو إعادة النازحين إلى مناطق النظام، وهؤلاء يوجد بينهم أعداد كبيرة من المطلوبين للأجهزة الأمنية، ويرفضون العودة لأنها غير آمنة، كما أن منازلهم مدمرة أو منهوبة.

وأضاف أن الفكرة الأهم أنّ تفريغ المخيم يعني وجود قوات الجيش السوري والميليشيات التابعة على الحدود الإدارية لمنطقة التنف، وهذا لا تقبل به أمريكا، الآن تسيطر القوات السورية والميليشيات على الطرق المؤدية له وليس على محيطة. وفي حال تم خروج سكان هذا المخيم، فمن سيملأ الفراغ؟ بالطبع الخيار هو قوات النظام والميليشيات التابعة، فالولايات المتحدة ستضغط لعودة النازحين إلى مناطق درع الفرات، بسبب حالة الأمن السائدة هناك.

تمهل

من جهته، أشار المحلل السياسي د. بشير الدعجة إلى أن هذا المخيم الذي يصل عدد سكانه إلى ما يقارب 70 ألف شخص، أغلبهم ينتمون إلى تنظيمات إرهابية أهمها «داعش»، لذلك فعودة سكانه إلى مناطق النظام، سيعيد من جديد تكوين الجيوب الإرهابية في سوريا، فالولايات المتحدة تفضل عدم عودتهم الآن إلى حين الانتهاء من «داعش» بشكل تام، ومن ثم التوصل إلى حل جذري من خلال التفاهم مع روسيا.

Email