تقارير «البيان»

الميليشيا توصد أبواب الحل السياسي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تبخّرت كل الآمال التي تشكلت على نتائج مشاورات استوكهولم، بعد انتهاء شهرين على دخولها حيز التنفيذ، بسبب رفض الميليشيا تنفيذه والالتفاف عليه وتقديم تفسيرات مغلوطة عن مضامينه، وبات الوضع في الحُديدة مفتوحاً على كل الاحتمالات

ورغم انقضاء هذه المدة فإن الميليشيا ترفض حتى اللحظة تنفيذ المرحلة الأولى من خطة إعادة الانتشار من ميناءي الصليف وراس عيسى مع أن المبعوث الدولي مارتن غريفيث قد وافق على جزء مهم من التفسيرات المغلوطة للميليشيا بخصوص الانسحاب من موانئ ومدينة الحديدة بحيث يسحب الحوثي عناصره من الموانئ وتحل محلها شرطة خفر السواحل الخاضعة لسيطرته وليس القوات الخاضعة للشرعية، كما ينص على ذلك القانون:

سلسلة التنازلات التي تواجهها الميليشيا بالمزيد من التعنت بدأت بقبول استقالة كبير المراقبين الدوليين مارتن كاميرت بعد أن رفض التفسيرات الملتوية للميليشيا لبنود الاتفاق ومسرحية إعادة الانتشار من ميناء الحديدة، وتشير المعلومات المسربة من لقاءات المبعوث الدولي مع ممثلي الميليشيا والشرعية أيضاً أن هناك جملة من التنازلات يسعى المبعوث الدولي لانتزاعها من الشرعية لصالح الحوثي تفضي إلى تثبيت مسرحية استبدال عناصر الميليشيا في ميناء الحديدة بآخرين يرتدون اللباس الرسمي، وتمتد إلى القبول ببقاء إدارة محافظة الحديدة بيد الميليشيات إلى ما بعد مشاورات الحل السياسي الشامل التي يسعى المبعوث الدولي لانعقادها نهاية الشهر الحالي أو الشهر القادم.

ولأن الشرعية ما تزال ترفض هذه التفسيرات أو القبول بالذهاب إلى مشاورات الحل السياسي قبل تنفيذ اتفاق الحديدة على الأقل فإن المبعوث الدولي استعان بعدد من الدول الراعية للتسوية في اليمن من أجل إقناع الشرعية بالذهاب للجولة المقترحة حتى لا يسقط خيار السلام في حال تجددت المعارك في الحديدة، فيما وجدت الميليشيا في هذا الوضع فرصة مؤاتية وعززت تواجدها داخل مدينة الحديدة بحفر الخنادق وإغلاق المزبد من الشوارع، وفي ذات الوقت ركزت جهدها على إخماد انتفاضة القبائل في حجور لأن صمود الانتفاضة والانتصار هناك سيفتح الباب أمام ثورة لكل القبائل.

لا حرب ولا سلم

وإذا كانت حالة اللاحرب واللاسلم في الساحل الغربي تخدم الميليشيا من اتجاهين فإن صمود قبائل حجور، أمام الهجمات التي تنشها الميليشيا مستخدمة المدفعية والدبابات والصواريخ البالستية من شأنه أن يعيد رسم مسار المواجهة وتحديد أفق السلام، فبعد يوم على دخول ميليشيا الحوثي إلى ثلاث قرى في منطقة العبيسة بمساعدة ثلاثة من شيوخ القبائل استعاد مقاتلو حجور عدة مواقع عدة في هذه الجبهة وتعهدت بمواصلة القتال إلى ما لا نهاية.

وبما أن ميليشيا الحوثي لا تعرف إلا لغة السلاح والخديعة فإن قبائل حجور أعلنت تأسيس حلف قبلي لمشايخها في مديريات محافظة حجة يتولى هذا الحلف قيادة المعركة من غرب مديرية كشر وينسق التواصل مع التحالف الداعم للشرعية واختير أربعة مشائخ هم: أبومسلم الزعكري، وعبده محمد السعيدي، ومحمد حمود العمري، وعلي حزام فلات لقيادة الانتفاضة القبلية ومواصلة المعركة.

Email