إسرائيل غيّبت عشرات آلاف الفلسطينيات في المعتقلات

نساء فلسطين يتعرضن لغطرسة ووحشية الاحتلال يومياً | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

المرأة الفلسطينية كانت وما زالت نموذجاً يحتذى لكل نساء العالم، وهي تتقدم الصفوف في معارك الدفاع عن الثوابت الفلسطينية والهوية الوطنية، ويحل «يوم المرأة العالمي»، الذي يصادف اليوم على الفلسطينيات وما زال جرح 50 فلسطينية ينزف قهراً وحزناً في غياهب معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، في ظروف اعتقالية سيئة للغاية، وتنتهك فيها أبسط حقوق الإنسان.

ومنذ العام 1967، تعرضت أكثر من 15 ألف فلسطينية للاعتقال في سجون إسرائيل، فيما شهدت الانتفاضة الأولى عام 1987 أكبر عمليات اعتقال في صفوف الفلسطينيات، إذ وصل عدد حالات الاعتقال في صفوف النساء إلى 3 آلاف. وفي انتفاضة الأقصى الثانية التي اندلعت عام 2000 وصلت حالات اعتقال النساء إلى 900 فلسطينية.

أما في انتفاضة المقاومة الشعبية الأخيرة، فقد تجاوز عدد الأسيرات 400، وبلغت الهجمة الإسرائيلية الشرسة على الفلسطينيات ذروتها مع اندلاع هبة القدس الأخيرة في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرار نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس في السادس من يناير عام 2017، حيث اعتقل نحو 300 فلسطينية، لا تزال 50 منهن رهن الاعتقال في سجن «الدامون»، ويتغير عددهن حسب الاعتقالات الجديدة أو الإفراجات بعد انتهاء فترة الحكم.

ومن بين الأسيرات قاصرات تقل أعمارهن عن 18 عاماً، و6 أسيرات جريحات أصبن وقت اعتقالهن، والعديد من الأسيرات المريضات، و20 أسيرة متزوجات ولديهن أطفال، و3 أسيرات من قطاع غزة محرومات من زيارة ذويهن بسبب الحصار المفروض على القطاع.

تعذيب نفسي وجسدي

وتتعرض الأسيرات الفلسطينيات منذ لحظة اعتقالهن على أيدي قوات الاحتلال للضرب والإهانة والسب والشتم. وأكد منسق اللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في محافظة نابلس، مظفر ذوقان، لـ«البيان» أن عمليات التضييق على الأسيرات تتصاعد حال وصولهن لمراكز التحقيق، حيث تمارس بحقهن كافة أساليب التعذيب النفسية والجسدية، كالضرب والحرمان من النوم والشبح لساعات طويلة، والترهيب والترويع دون مراعاة لجنسهن وأو احتياجاتهن الخاصة.

ولفت ذوقان إلى أن معاناة الأسيرات لا تنتهي عند هذا الحد، بل تستمر عمليات الضغط والترهيب بحقهن بعد انتهاء فترة التحقيق وانتقالهن من أقبية التحقيق إلى غرف التوقيف. وتسعى إدارة المعتقلات الإسرائيلية إلى ابتكار كل السبل لإذلال الأسيرات والمساس بكرامتهن، من خلال اقتحام غرفهن ليلاً أثناء النوم، والحرمان من الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وحرمانهن من الحق في العلاج.

سياسة دق الشبابيك

وتتعرض الأسيرات لعملية العد 4 مرات يومياً، مرتين في ساعات الصباح ومثلها في ساعات المساء. ويضيف ذوقان أن الأسيرات يتعرضن لما يعرف بسياسة «دق الجدران والشبابيك» مرة في الساعة الثامنة صباحاً وأخرى عند الثالثة عصراً، ويتم من خلالها تنفيذ تفتيش لجميع غرف الأقسام، وأحياناً أخرى تتبع إدارة السجون، سياسة التفتيش المفاجئ لبعض الغرف بأوقات غير معروفة، ما يشكل إرباكاً وذعراً في صفوف الأسيرات.

وأشار منسق لجنة الدفاع عن الأسرى، إلى أن أرضيات الغرف من الإسمنت الصلب، وهي باردة جداً في الشتاء وحارة في الصيف، عدا عن أنها سيئة التهوية، مليئة بالرطوبة والحشرات، وتمنع إدارة السجن الأسيرات من تغطية الأرضيات بالبطانيات بهدف الجلوس أو تدفئة الغرف، وفي كل غرفة يوجد مرحاض، ولكن لا يوجد حمام، فالحمامات موجودة خارج الغرف، لذلك تحرم الأسيرات من الاستحمام بشكل حر، ولا يسمح لهن بذلك إلا خلال ساعات الفورة، ما يشكل لهن إحراجاً وصعوبة، خاصة في أيام الشتاء.

مناشدة

ناشد ذوقان المؤسسات الحقوقية والإنسانية في كل أنحاء العالم بضرورة التحرك الجاد لحماية المرأة الفلسطينية من غطرسة الاحتلال والضغط باتجاه إطلاق سراح كافة الأسيرات ووضع حد لمعاناتهن.

Email