محللون لـ«البيان»: الأمن السيادي لدول المقاطعة خط أحمر

قرقاش: الأزمة حوّلت قطر إلى دولة القضية اليتيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن الأزمة حوّلت قطر إلى دولة القضية اليتيمة، ومحاولتها شق صف الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب استمراراً لتخبط الدوحة، فيما أكد خبراء ومحللون سياسيون لـ«البيان» أن الجلوس على طاولة الحوار مع قطر لن يتم إلا بتقديم الضمانات اللازمة، وبتنفيذ المطالب المشروعة، تحصيناً للأمن السيادي لدول المقاطعة.

وقال معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، في تغريدات على تويتر، إن «الاستراتيجية القطرية لفك الأزمة في أزمة، فالإضرار بالدول الأربع عبر ما يعرف بالأخبار الكاذبة ليس بالاستراتيجية، والأزمة حوّلت قطر إلى دولة القضية اليتيمة». وأضاف معاليه إن «الأسطوانة المكررة المشروخة والقاعات الخالية وعدم الاهتمام الدولي هو حال استراتيجية الدوحة اليوم».

وأوضح معالي الدكتور أنور قرقاش: «في هذا السياق يستمر تخبط الدوحة ولا شك في أن مبعثه اليأس وتناقض الآراء، فمحاولة شق صف الدول الأربع يصطدم بالموقف المبدئي لهذه الدول وعلى رأسها الرياض»، مؤكداً أن «هناك حاجة للدوحة للتخلي عن نرجسيتها في بحثها عن حلّ دربه واضح».

قفز على الحلول

في الأثناء، أكد محللون وسياسيون أن فشل قطر في حل أزمتها سببه تبنيها استراتيجية القفز فوق الحلول والالتفاف على أسس الحل والتي تتمثل في وقف دعم الإرهاب ووقف التدخل بالشؤون الداخلية لدول المنطقة.

وأكد عضو مجلس النواب البحريني أحمد الأنصاري، في تصريح لـ«البيان»، أن الأمن السيادي لدول المقاطعة خط أحمر، لا نقاش فيه، مبيناً أن استمرار منح النظام القطري الفرص الجديدة عبر الجلوس لطاولة الحوار، لن يتم إلا بتلبية المطالب المشروعة، والضمانات اللازمة، من قبل نظام يمعن في كسر الاتفاقيات والعهود وعلاقات الجيرة، وفي الإضرار بجيرانه.

ولفت النائب البحريني إلى أن المراهنة القطرية على ماكينة الإعلام الأصفر، كقناة الجزيرة، وتقارير المنظمات الحقوقية المأجورة، والمحاولات المستمرة لإحداث الشرخ في العلاقات ما بين دول المقاطعة وجيرانها، أمر لن يجدي نفعاً، في ظل الوعي السياسي العام حول ماهية تنظيم الحمدين، أهدافه، وتطلعاته المستقبلية، كبوابة كبرى لتنفيذ أجندات القوى الاستعمارية في المنطقة.

من جهته، أوضح المحلل السياسي البحريني سعد راشد أن «قطر لا تملك أي أداة لإدارة الأزمة سوى نشر السموم عبر الإعلام المضلل والعمل على تأجيج الرأي العام، وأن أساليبها أصبحت مكشوفة من قبل الدول المقاطعة والدول المتضررة من إرهاب قطر».

وأشار سعد إلى تشديد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب منذ اللحظة الأولى على مدى جدية النظام القطري في تحقيق المطالب الشرعية للدول المقاطعة غير أن النرجسية هي الأسلوب الذي تعاملت معه الدوحة في إدارة الأزمة.

وأكد أن الإعلام القطري أصبح مكشوفاً، وبات يسعى إلى شق الصف الخليجي إلا أن وعي الشعوب بتلك الألاعيب التي تمارسها الدوحة عبر قنوات الدجل والفبركة كان هو الجدار الحامي ضد هذه الممارسات اللاأخلاقية، منوهاً إلى أن الطريق لحل الأزمة هو الرياض، وأن المتغيرات الدولية القادمة لمحاربة حلفاء قطر وعلى رأسهم إيران ستجعل الدوحة في مأزق لا يمكن الخروج منه.

تغيير السلوك

من جهته، قال الباحث والمحلل السياسي السعودي، د. كامل بن عبدالله الشمري، إن حل الأزمة مع قطر في يد الدوحة من خلال تنفيذها مطالب الرباعي العربي والتي تتطلب تغييراً في السلوك السياسي القطري وتحالفات الدوحة مع الجماعات الإرهابية والمتطرفة، وتسليم بعض المطلوبين للعدالة في دولهم أو السماح لهم بمغادرة قطر إلى دول أخرى، مع تغيير السياسات الإعلامية لقنوات الجزيرة بحيث تتوقف عن الإساءة إلى الدول والشعوب العربية وتحترم إرادتها.

وأضاف الشمري إن الاستراتيجية التي تنتهجها قطر للخروج من الأزمة عمقت أكثر من هذه الأزمة لأنها اعتمدت على القفز فوق مطلوبات الحل واللجوء إلى القوى الدولية والإقليمية التي لم تجدِ نفعاً، ما أدى الى دخول الأزمة عامها الثاني من دون أن يلوح في الأفق القريب ما يشير إلى أنها في طريقها إلى الحل أو حتى الحلحلة.

في السياق، أكد الخبير الاستراتيجي السعودي د. فهد بن عبدالرحمن الرويشد، أن تنظيم الحمدين حاول شق الصف ودق أسفين بين دول الرباعي العربي كإحدى استراتيجيات الخروج من أزمته إلا أن ذلك النهج قد فشل بسبب تماسك هذه الدول وإدراكها مقاصد وأساليب النظام القطري، مشيراً إلى أن قطر جربت كل الطرق للخروج من الأزمة إلا الطريق المختصر الذي يخرجها بالعفل من أزمتها ويعيدها إلى البيت الخليجي والعربي.

Email