محمد بن سلمان اختتم زيارته لإسلام أباد وغادر إلى الهند

السعودية وباكستان.. تعاون يعزّز عزلة إيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان وما تضمنته من اتفاقات ومواقف مشتركة، أضافت لبنات جديدة لمبنى العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وقدّمت دعماً سياسياً مهمّاً لإسلام أباد في مواجهة إيران التي لا تتورع عن صنع أسباب التوتّر في الإقليم وخارجه.

هذه الزيارة التي اختتمها محمد بن سلمان أكدت المكانة الكبيرة لكلا البلدين، ولم يكن الاستقبال الاستثنائي لولي العهد السعودي وتوقيع اتفاقات بما يتجاوز 20 مليار دولار، وعدد من مذكرات التفاهم، سوى مزيد من التأكيد على التعاون بين المملكة وباكستان، والتحالف القائم بينهما في مواجهة التهديدات المشتركة التي أصبحت إيران مصدرها الرئيس.

بيان مشترك

وجددت المملكة العربية السعودية وجمهورية باكستان الإسلامية التزامهما بمواصلة مكافحة التطرف والإرهاب، وأعربتا عن تقديرهما العميق لما يحققه الجانبان من إنجازات وتضحيات في الحرب ضد الإرهاب، وأشادتا بالشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة، مطالبتين المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته حيال تضافر كافة الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب الدولي. وشدّدتا على الحاجة إلى تجنّب تسييس نظام التصنيف في الأمم المتحدة.

جاء ذلك في بيان مشترك صدر أمس في ختام زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز لباكستان التي كانت أول دولة يزورها في مستهل جولة آسيوية تشمل الهند والصين.

ودعا البلدان إلى تعزيز الحوار والاحترام والتفاهم بين أتباع الديانات المختلفة لتعزيز السلام والوئام. وأكدا إدانتهما بشدة للفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبت ضد المسلمين في جميع أنحاء العالم.

علاقات تاريخية

وأكد الجانبان على العلاقات التاريخية العريقة بين المملكة وباكستان، وأثنى رئيس الوزراء عمران خان على الدور القيادي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وما تقدمه حكومته من خدمات لملايين الحجاج الذين يزورون الحرمين الشريفين كل عام، كما أشاد بقيادة الأمير محمد بن سلمان للكثير من الملفات التنموية والاستثمارية.

وعبّر الجانب الباكستاني عن تقديره للدور القيادي والإيجابي للمملكة العربية السعودية في حل القضايا التي تواجهها الأمة الإسلامية على مستوى العالم، كما أثنى الجانب السعودي على مواقف باكستان المهمة في العالم الإسلامي ومساعيها من أجل السلام والأمن الإقليمي والعالمي.

وأكد الطرفان على رضاهما عن متانة العلاقات العسكرية والأمنية، واتفقا على مزيد من التعاون في الميدان لتحقيق الأهداف المشتركة.

وقرر البلدان إنشاء مجلس تنسيق مشترك رفيع المستوى بين المملكة وباكستان يرأسه من الجانب السعودي ولي العهد ومن الجانب الباكستاني رئيس الوزراء، لتطوير العلاقات الثنائية.

وخلال المباحثات الرسمية التي جرت في إسلام أباد، أشاد ولي العهد السعودي بانفتاح رئيس الوزراء الباكستاني على الحوار مع الهند وافتتاح نقطة عبور كارتاربور، وبالجهود التي يبذلها الجانبان، مؤكداً على أن الحوار هو السبيل الوحيد لضمان السلام والاستقرار في المنطقة وحل القضايا العالقة.

أرفع وسام

وخلال الزيارة، تم تقليد ولي العهد السعودي «نيشان باكستان»، وهو أرفع وسام مدني باكستاني، في مراسم جرت في مقر الرئيس في إسلام أباد، فيما أعلن وزير الشؤون الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي أن السعودية أعلنت إطلاق سراح 2107 سجناء باكستانيين بأثر فوري، لكن لم يصدر تعليق من السعودية على إعلان باكستان الإفراج عن السجناء.

وتشمل جولة الأمير محمد بن سلمان الآسيوية ثلاث دول. وبعد الهند، يتوقع أن يختتم ولي العهد جولته الآسيوية بزيارة إلى الصين الخميس والجمعة.

خفض التصعيد

إلى ذلك، تعهدت المملكة العربية السعودية بالقيام بدور لنزع فتيل التوترات بين الهند وباكستان، وذلك بعد تفجير دموي أسفر عن مقتل أكثر من 40 من قوات شبه عسكرية في القسم التابع للهند من كشمير الأسبوع الماضي.

وقال عادل الجبير وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، في مؤتمر صحافي، في إسلام آباد: «هدفنا هو السعي لتهدئة التوترات بين البلدين والوقوف على ما إذا كان هناك طريق لحل تلك الخلافات بصورة سلمية».

وكانت الهند هددت بعد التفجير بعزل باكستان دبلوماسياً والقيام برد عسكري، ما يضع الجارتين النوويتين في مواجهة دبلوماسية أخرى.

وأشار الجبير كذلك إلى أن الرياض تواصل المشاركة في جهود واشنطن المستمرة منذ شهور والهادفة لإنهاء الحرب في أفغانستان التي أكد أن استقرارها «سيفيد المنطقة برمتها».

فلسطين

أعرب الجانبان السعودي والباكستاني عن أملهما في تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، التي تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطين المستقلة القابلة للبقاء والاستقرار، على أساس المعايير المتفق عليها دولياً في حدود ما قبل عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

Email