أشينغر يحذّر من سباق التسلّح وتزايد الجريمة المنظمة

تسوية النزاعات على طاولة مؤتمر ميونيخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلق، أمس، مؤتمر ميونيخ للأمن بمشاركة 30 رئيس حكومة ودولة و90 وزيراً.

وافتتح رئيس المؤتمر، فولفغانغ أشينغر، بترحيب بالقادة والوزراء والخبراء المشاركين في المؤتمر. وأكد أشينغر، الذي ارتدى سترة تحمل شعار الاتحاد الأوروبي، أن كل التحديات الأمنية التي نناقشها في هذا المؤتمر، من الحد من التسلح، وسباق التسلح، والصراعات الإقليمية، صنعت بالأساس بواسطة البشر، ولابد من حلها بواسطتنا وليس بواسطة أي شخص آخر.

وأضاف: «مستقبل أوروبا أحد الموضوعات على طاولة المؤتمر، أوروبا تحتاج للعمل بشكل موحّد، والتحدث بصوت واحد».

ودعا أشينغر الجميع للاستماع إلى صوت العقل لتوفير الإرادة السياسية اللازمة لحل وتسوية النزاعات سواء في أوروبا أو خارجها.

وحذر أشينغر من سباق التسلح وتزايد الجريمة المنظمة، داعياً إلى العمل على حلها من خلال التعاون. وأشار إلى أن المؤتمر سيبحث في مستقبل ودور أوروبا التي يتعين عليها القيام بخطوات لدرء المخاطر والتأثير في التطورات العالمية. وأعرب عن قلقه من تراجع الثقة وتأجج الصراعات.

خيار أول

بدورها، قالت وزيرة الدفاع الألمانية، أرسولا فون دير لاين، إن حلف شمال الأطلسي يظل الخيار الأول لتحقيق الأمن، مضيفة «لسنا محايدين». وأردفت فون دير لاين، في كلمتها أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: «نحن ملتزمون بشراكة حقيقية في إطار حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، شراكتنا ليست مستندة للسيطرة، والناتو يظل خيارنا الأول لتحقيق أمننا».

وأكدت وزيرة الدفاع الألمانية الوقوف في جانب الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية وحكم القانون، مضيفة: «نحن الأوروبيين يجب أن نفعل المزيد، ألمانيا ملتزمة بهدف الـ2%»، في إشارة إلى رفع الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي.

توسّع

ووعدت فون دير لاين، الحلفاء في حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي، بالتوسع السريع في قدرات ألمانيا العسكرية، مشيرة إلى واقعية برغم رفعها ميزانية الدفاع، مضيفة: نعرف أن علينا القيام بالمزيد، نحن الألمان بالذات.

وأكدت الوزيرة أمام نظيرها البريطاني جافين ويليامسون، مجددا أن الدولتين تريدان تعميق شراكتهما العسكرية برغم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فهناك حالة من عدم اليقين، ولكن هناك أيضا فرصا تستثمر، ولا يمكن لدولة بمفردها أن تنجح في حماية المواطنين من المخاطر، على حد قولها.

وبشأن أفغانستان، قالت وزيرة الدفاع الألمانية: «قررت الحكومة تمديد بقاء القوات الألمانية في أفغانستان لمدة عام، هذا يجعل الأمر واضحاً: نلتزم بمسؤولياتنا لأن القوات الأفغانية لا تزال بحاجة للنصيحة والتدريب في مواجهة طالبان».

مشاكل مشتركة

إلى ذلك، كشف مدير المخابرات البريطانية، أليكس يانغر، عن أن العلاقات الأمنية بين بريطانيا وحلفائها الأوروبيين تخيم عليها مشاكل مشتركة مثل التعامل مع المقاتلين المسلحين والعائدين إلى أوروبا بعد انهيار تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وأضاف: «نحن قلقون جداً من هذا لأن كل التجارب تشير إلى أنه بمجرد دخول شخص ما في هذا النوع من الصلات، فإنه يكتسب على الأرجح المهارات ويكون قد شكّل العلاقات التي ربما تجعل منه شخصاً في غاية الخطورة». ولفت إلى أن تنظيم القاعدة عاود الظهور بدرجة ما نتيجة تراجع داعش، مردفاً: «القاعدة التي كانت دائماً في حالة خصومة مع داعش، عاودت الظهور بدرجة ما نتيجة تراجع داعش».

آفاق تعاون

وعلى هامش المؤتمر، أعرب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن تطلّع بلاده لتوسيع آفاق التعاون خلال المرحلة القادمة، وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتدشين مشروعات مشتركة في مختلف المجالات، أخذاً في الاعتبار أن تلك المشروعات لن تهدف فقط لتلبية احتياجات السوق المصري، بل والنفاذ لأسواق ضخمة في أفريقيا والمنطقة العربية وأوروبا، ترتبط معها مصر باتفاقيات للتجارة الحرة.

مزايا اقتصاد

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن السيسي نوّه للمزايا التي يتمتع بها الاقتصاد المصري، من حيث توفر البنية التحتية اللازمة والأيدي العاملة الماهرة منخفضة التكلفة، فضلاً عن الحوافز المالية والضريبية غير المسبوقة التي يوفرها قانون الاستثمار الجديد وحجم السوق الكبير، والبنية التشريعية المناسبة.

فضلاً عن قيام مصر بتنفيذ مشروعات قومية كبرى لتحفيز الاقتصاد ودفع معدلات النمو، وتطوير قدرات إنتاج وتوفير الطاقة وتنويع مصادرها، بما يمكّنها من زيادة قدراتها الإنتاجية، ويؤهلها لتصبح مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة ومصدراً مستقراً وشريكاً يمكن الاعتماد عليه.

Email