قيادي بتجمع المهنيين لـــ «البيان»: الاحتجاجات ضيقت مساحات الحكومة

اعتقالات خلال تظاهرات حاشدة وسط الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

فرقت أجهزة الأمن السودانية بالقوة مئات المحتجين بالسوق العربي وسط الخرطوم، واعتقلت العشرات منهم بعد خروجهم، أمس، تلبية لدعوة تجمع المهنيين السودانيين وتنظيمات المعارضة المساندة له في موكب تضامني مع ضحايا الحروب والانتهاكات، فيما تمددت التظاهرات إلى دارفور وخرج النازحون بمعسكر زمزم بشمال دارفور، وأكد التجمع استمراره في الاحتجاج حتى تحقيق جميع مطالبه بسقوط النظام وإقامة البديل الديمقراطي ودولة القانون.

وقال محمد يوسف أحمد المصطفى، القيادي الوحيد المعلوم الهوية بتجمع المهنيين السودانيين لـــــ «البيان» إن التجمع يكسب في كل يوم مساحات جديدة في أوساط المجتمع السوداني في الوقت الذي تتناقص فيه مساحات الحكومة. وأكد أن التجمع سيواصل نضاله وبكل أسليب العمل السلمي إلى حين سقوط النظام، وإقامة دولة القانون. وأشار إلى أن التجمع انتهج تنويع أساليب الاحتجاج بجانب التظاهرات الجماهيرية من خلال استجابة المهنيين بمختلف تخصصاتهم لدعوات الاعتصام والإضراب، التي أكد بأنها شلت الحكومة تماماً.

واستبقت القوات الأمنية الموكب بتعزيزات أمنية مكثفة في محيط السوق العربي، وقامت بإغلاق بعض الطرق وسط الخرطوم، لاسيما المحيطة بميدان أبو جنزير، النقطة الرئيسية لتمركز القوات، كما تمركز مركبات رباعية الدفع تابعة للجيش بالقرب من المواقع الاستراتيجية. ورغم الحشود الأمنية إلا أن المحتجين تمكنوا من التجمع بالقرب من دوار «القندول»، ورفعوا شعارات مطالبة برحيل الحكومة وتنحي الرئيس عمر البشير.

وأفاد شهود عيان لـــــــ «البيان» إنهم شاهدوا سيارات الأمن المحملة بالجنود، بعضهم بزي مدني، يطاردون المتظاهرين بالطرق الداخلية للسوق العربي بعد أن أمطروهم بقنابل الغاز المسيل للدموع، واستطاع المحتجون أن يتجمعوا مرة أخرى بالقرب من موقف «جاكسون»، محطة المواصلات الرئيسية بالعاصمة الخرطوم، إلا أن أفراد الأمن طاردوهم، واقتادوا العشرات منهم.

وحسب الشهود، فإن القوات الأمنية نصبت مخيمات بميدان أبو جنزير لتجميع المتظاهرين الذين وقعوا في أيديها توطئة لترحيلهم إلى المعتقلات، كما منعت المارة من الاقتراب من الميدان وأغلقت جميع الطرق حوله، ومنعت المركبات من التوقف بالقرب منه، بجانب فرض رقابة مكثفة على المركبات ذات الزجاج المظلل، خشية تصوير المحتجزين داخل المخيمات.

وعاود المتظاهرون التجمع من جديد بمنطقة بري، شرق الخرطوم بعد تفريقهم من وسط المدينة، وهتف المئات بشعارات ثورية مثل «يا خرطوم ثوري ثوري ضد الحكم الديكتاتوري»، وعادةً ما يتخذ المتظاهرون من منطقة بري نقطة لتجمعهم، لاسيما وأن المنطقة شهدت التظاهرات الأعنف طوال فترة الاحتجاجات.

في السياق، دعا تحالف قوى «نداء السودان» المعارض والمنضوي تحت لواء إعلان الحرية والتغيير، إلى يوم تضامني مفتوح مع المعتقلين وضحايا الثورة السودانية، سيخاطبه قادة التحالف بدار حزب الأمة المعارض اليوم، وسط توقعات بخروج تظاهرات جديدة عقب صلاة الجمعة، خاصة في منطقة ود نوباوي بأم درمان والتي درج المصلون فيها على الخروج منذ اندلاع الاحتجاجات.

إلى ذلك، علّق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، على الأزمة التي تعصف بالسودان بالقول: «نتمنى أن تسمع أصوات الشعب السوداني وأن تحصل عملية انتقالية، في حال حصولها، بقيادة الشعب».

Email