قادة عراقيون في التنظيم يديرون معارك الكيلومتر الأخير

«داعش» يتحصّن بالأنفاق ويلجأ إلى المفخخات في «الباغوز»

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدافع تنظيم داعش الإرهابي بشراسة عن جيبه الأخير في شرق سوريا، عبر تحصنه في أنفاق وشنّ هجمات انتحارية، بعدما تقلصت مساحة سيطرته إلى كيلو متر مربع واحد، في مواجهة هجوم تشنّه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة واشنطن.

وأفاد الناطق باسم حملة «قسد» في دير الزور عدنان عفرين عن اشتباكات عنيفة ومعارك طاحنة ضد التنظيم المتحصن في أجزاء من بلدة الباغوز، مشيراً إلى أن التقدم لا يزال بطيئاً، مؤكداً أن «مقاومة لا يستهان بها» من قبل مقاتلي التنظيم.

وبات مقاتلو التنظيم وبينهم أجانب، وفق عفرين، محاصرين حالياً داخل «كيلو متر مربع من المنازل بالإضافة إلى مخيم جنوب الباغوز». وترجح «قسد» وجود ألف مقاتل بين رجال ونساء داخل هذه البقعة، من دون توفر معلومات عن عدد المدنيين، بحسب عفرين. وتتقدم هذه القوات ببطء داخل بلدة الباغوز المحاذية للحدود العراقية.

وتحدث عفرين عن وجود «أنفاق كثيرة، لهذا السبب تأخرت الحملة»، لافتاً إلى أن «هناك الكثير من الانتحاريين الذين يقتحمون مناطق قواتنا على متن سيارات ودراجات مفخخة».

وتعرضت قوات سوريا الديمقراطية، الثلاثاء الماضي، لهجومين نفذتهما انتحاريتان فجّرتا نفسيهما، وفق المصدر ذاته.

فرار

ودفعت العمليات العسكرية أكثر من 39 ألف شخص إلى الخروج من مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات الإرهابيين، بينهم أكثر من 3400 مشتبه بانتمائهم إلى التنظيم تم توقيفهم، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال دافيد يوبنك من منظمة «فري بورما راينجرز» الطبية الأمريكية إنه شاهد بين ستين إلى سبعين مدنياً يخرجون الخميس من آخر نقاط التنظيم، في حصيلة هي الأدنى منذ ديسمبر.

ويتم نقل المدنيين وكذلك زوجات وأطفال الإرهابيين إلى مخيمات للنازحين في شمال البلاد، بعد التدقيق في هوياتهم وجمع معلومات أولية في منطقة فرز قرب بلدة الباغوز.

وتتطلب مرحلة التدقيق أحياناً أن يبيتوا ليلة أو أكثر في العراء في أرض صحراوية قاحلة قبل نقلهم شمالاً.

وقالت فاطمة التي وصلت في عداد 300 امرأة وطفل، غالبيتهم عراقيون، إلى نقاط «قسد»: «بكى الأطفال طوال الليل من البرد. إنها الليلة الثانية التي ننام فيها في البرية».

وبعد عملية الفرز، تنقل «قسد» المشتبه بانتمائهم إلى التنظيم إلى مراكز تحقيق خاصة.

ومنعت هذه القوات منذ أيام الصحافيين من الوصول إلى خطوط الجبهة الأمامية بعد إصابة صحافي إيطالي بجروح.

وقال عفرين إن «غالبية قادة» التنظيم في الجيب الأخير هم أجانب بينما «يدير قياديون عراقيون المعارك». وأوضح أن مقاتلي «قسد» يتمكنون بعد ضبط أجهزة الاتصال اللاسلكي على التردد الذي يستخدمه الإرهابيون، من سماعهم يتحدثون خصوصاً «بالتركي والفرنسي والإنجليزي».

Email