«قسد» تحقق تقدماً «بطيئاً ومنظماً» شرقي نهر الفرات

اشتباكات بين «النصرة» وخلايا «داعش» في إدلب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجددت في اليومين الماضيين الاشتباكات بين تنظيم داعش الإرهابي وهيئة تحرير الشام (التي تسيطر عليها جبهة النصرة الارهابية)، بعد هدوء دام لمدة أشهر في مدينة إدلب وريفها بين «النصرة» وخلايا «داعش» النائمة، في وقت تتقدّم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ببطء داخل آخر منطقة للتنظيم الإرهابي في شرقي نهر الفرات.

وشهدت الاشتباكات التي اندلعت بين الطرفين، الليلة قبل الماضية، إطلاقاً كثيفاً للنار في مدينة الدانا شمال مدينة إدلب، التي تعتبر أحد معاقل «جند الأقصى»، الفصيل المتطرف الموالي لتنظيم داعش.

ونتجت الاشتباكات بعد مداهمات «هيئة تحرير الشام» لمنازل يعتقد أنها تابعة لـ«جند الأقصى» وبعض مقاتلي «داعش» السابقين.

وسبق هذه الاشتباكات، اعتقال «هيئة تحرير الشام» للعشرات من عناصر ينتمون إلى داعش في محافظة إدلب ضمن عملية أمنية واسعة أطلقتها ضد التنظيم. وبحسب ناشطين في مدينة إدلب، فإن «هيئة تحرير الشام» اعتقلت أكثر من 100 شخص ينتمون لـ«داعش» في مدينتي إدلب وسرمين، التابعتين لمحافظة إدلب.

ورأى مراقبون أنه ليس من الصدفة أن تنشط خلايا تابعة للتنظيم في مدينة إدلب، في الوقت الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة في ريف البوكمال، وسط مخاوف من هروب المقاتلين المحليين من البوكمال إلى إدلب، باعتبارها المكان الوحيد الذي يمكن أن تلجأ إليه العناصر الفارة من دير الزور.

ويؤكد المراقبون أن نهاية «داعش» في البوكمال، يعني أن يكون له متنفس جديد في سوريا، مرجحين أن تكون مدينة إدلب المتنفس الجديد له، إلا أن ذلك سيخلق حالة من التوتر والاضطراب الأمني في المدينة، خصوصاً وأن «داعش» ما زالت له خلايا نائمة في ريف مدينة إدلب.

معارك «الباغوز»

من جهته، أعلن التحالف الدولي أن قوات «قسد» تحقق تقدماً «بطيئاً ومنظماً» في الباغوز، بينما أفاد الناطق باسم قوات سوريا الديمقراطية مصطفى بالي أن العديد من المدنيين ما زالوا داخل القرية، ما يجبر القوات على التوغل بحذر. وعبر عن اعتقاده أن ما بين 400 و600 مقاتل ربما لا يزالون متحصنين داخل الجيب.

وقال الناطق باسم التحالف الكولونيل شون رايان «العدو متحصن بالكامل ويواصل مقاتلو داعش شن هجمات مضادة». وأضاف أنه «من السابق لأوانه تحديد إطار زمني» بشأن موعد نهاية العملية. وقال رايان إنه حتى بعد السيطرة على الباغوز سيتعين إجراء عمليات تطهير لإزالة الألغام.

وأكد شهود عيان أن أعمدة من الدخان الأبيض شوهدت بعد ضربات جوية نفذها التحالف بينما تحركت شاحنات مكدسة بالمدنيين الفارين على طول طريق مترب إلى خارج الجيب.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 70 مدنياً سقطوا بين قتيل وجريح في ضربات جوية استهدفت مخيماً للمدنيين في الباغوز.

وفي رسائل للأمم المتحدة نددت الخارجية السورية بالضربات التي قادتها الولايات المتحدة، والتي قالت إنها أدت لمقتل 16 مدنياً في المخيم بينهم نساء وأطفال.

وقالت الوزارة «سوريا تطالب مجدداً مجلس الأمن بالوقوف ضد هذه الجرائم والاعتداءات، وأن يتحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين وإجراء تحقيق دولي بهذه الجرائم وإدانتها والتحرك الفوري لوقفها ومنع تكرارها وإنهاء التواجد العدواني للقوات الأمريكية والقوات الأجنبية الأخرى غير الشرعي على الأراضي السورية».

وقال رايان إن التحالف على علم بهذا التقرير ويدرسه. وأضاف «سيواصل التحالف قصف أهداف داعش كلما كان ذلك ممكناً».

Email