تقارير البيان

الحوثي يفاقم مأساة سكان الحُديدة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حوّلت ميليشيا الحوثي الإيرانية حياة الآلاف من اليمنيين في مدينة الحديدة وجنوبها إلى جحيم، إما عبر حفر الخنادق وإغلاق الشوارع أو استهداف المناطق السكنية بقذائفها أو تلغيم المزارع والطرقات.

في عاصمة المحافظة، ورغم مرور نحو شهرين على اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن الميليشيا استمرت في إغلاق الشوارع وحفر الخنادق والتمركز وسط الأحياء السكنية حتى بات من الصعوبة بمكان على السكان التنقل بين أحياء المدينة بسهولة ويسر، وكان آخر أفعالها إغلاق الشارع الرئيسي المؤدي إلى الميناء حيث وضعت حاوية كبيرة وعبأتها بالتراب، كما واصلت زراعة الألغام في أنحاء متفرقة من المدينة.

تفخيخ ورعب

ووفق سكان فإن عناصر الميليشيا زرعت الألغام في محيط منتجع «حديدة لاند» من الجهات الثلاث، كما أقدمت على تفخيخ عمارات جديدة في مشروع سكني يسمى «حديدة هاوس». واستحدثت نفقا في حي الربصة الذي يشكل خط تماس مع القوات التابعة للشرعية من جهة المطار، حيث يمتد هذا النفق الجديد من بداية حي الربصة خلف هيئة تطوير تهامة، ويتجه شمالاً إلى حديقة حديدة لاند من الشرق، وبهذا تكون ميليشيات الحوثي قد طوقت المدينة من جميع الجهات بالأنفاق والخنادق.

ألغام وقصف

أما في المناطق الريفية الواقعة جنوب المدينة فإن سكانها يعيشون فصولاً من المأساة والرعب وتمثل قرية المجيلس التابعة لمديرية التحيتا مثالاً للمعاناة اليومية، فبفعل الألغام التي زرعت بشكل عشوائي وفي كل مكان، اضطر السكان إلى ترك الزراعة ورعي الأغنام وهي مصدر عيشهم الرئيسي واتجهوا نحو صناعة الحبال والمهن الصغيرة أملاً في الحصول على قوت يومهم.

ولأن الميليشيا طردت من هذه القرية على يد القوات المشتركة فإنها - الميليشيا - عادت لتنتقم من السكان بقصف منازلهم بالقذائف بشكل شبه يومي، وهو أمر اضطر بعضهم معه للنزوح إلى مناطق بعيدة هرباً من الموت والأمر ذاته يمتد إلى سكان أرياف مديرية حيس الذين تخنقهم قذائف الميليشيا وحولت حياتهم إلى جحيم.

الأمر لا يختلف في منطقة الجاح جنوب محافظة الحديدة حيث واصلت الميليشيا خرق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال بقايا جيوبها في المنطقة، حيث أطلقت نيرانها على قرى المرازيق ومواقع القوات المشتركة كما عملت على إرسال مجاميع مسلحة وتعزيزات إلى تلك الجيوب مستخدمة المزارع والتجمعات السكانية حيث يتسلل عناصرها بين الأشجار ووسط القرى.

أما في المناطق التي لا تزال تحت قبضة الميليشيا فإن سكانها يواجهون أصناف مختلفة من القمع إذ يعتقل العشرات يومياً إما لرفضهم ابتزاز قادة الميليشيا أو بتهم التعاون مع الشرعية والتحالف.

Email