الشهيد النباهين.. قنبلة غاز إسرائيلية أنهت حياته

ت + ت - الحجم الطبيعي

هو قلب الأب الذي يواجه بصدره أي مكروه قد يصيب أبناءه، ما دفع سمير النباهين إلى تلمس طريقه لمسيرات العودة قبل أسبوعين، ليبحث عن ابنه الذي يشارك باستمرار كل يوم جمعة في المسيرات، ليعود به إلى البيت.

عاد الجميع إلى منازلهم، وعاد ابنه محمود، لكن سمير الوحيد الذي توجه إلى مسيرة العودة شرق البريج، عاد محمولاً على الأكتاف شهيداً بعد إصابته بقنبلة غاز في وجهه مباشرة.

سمير النباهين (47 عاماً)، ضابط في جهاز الأمن الوطني في السلطة الفلسطينية، داعب أطفاله الأربعة وابنته الوحيدة، قبل أن ينطلق إلى مسيرة العودة، في لحظاته الأخيرة التي أمضاها في البيت.

انتظار الشهيد

وسط الحشود في منزل سمير، جلست النسوة ينتظرن وصول سمير. تقول زوجته أم محمود: «زوجي هب خوفاً على أطفاله إلى مسيرة العودة ليصطحب ابني إلى المنزل، وبمجرد وصوله إلى المسيرة أصيب بقنبلة غاز في وجهه، ووصلنا الخبر بعد خروجه من البيت بعشر دقائق».

نقل سمير إلى مستشفى الأقصى وسط قطاع غزة، ولكن لصعوبة حالته واستمرار النزيف، تم تحويله إلى مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة.

دخل سمير في غيبوبة نتيجة النزيف المستمر إذ إنه أصيب بكسر في منطقة أعلى الأنف، وأفاق بعد يومين من الغيبوبة، لكنّه تعرض لانتكاسة أعادته للغيبوبة بعد، وتم وضعه تحت العناية المكثفة، ودخل في حالة موت سريري.

وبمرارة على غياب زوجها تقول أم محمود: «لديه حس وطني، لكن دافع الخوف على أبنائه دعاه للبحث عنهم ليعودوا سالمين إلى البيت، فعادوا جميعاً من دون سمير».

لم تتوقع أم محمود أن يرتقى زوجها شهيداً من قنبلة غاز، لكن السيئ في الأمر أن المنطقة التي أصيب بها حساسة ومميتة، فأرتقى شهيداً، وتقول:«طريقة لعبه مع أطفاله قبل مغادرته البيت، كانت تشعرني أن حدثاً ما ينتظره».

سمير واحد من ستة أبناء لأم سمير. تقول: «راح لنصيبه شرق البريج، سمير جزء مني، هو قلبي هو عمري الذي ذهب معه».

أما ابنه الذي لا يصدق الخبر حتى الآن، يقول: «كان يطلب مني والدي عدم التوجه إلى مسيرات العودة، لكن نصيبه أن يرتقى شهيداً، فبدلاً من أن أتعرّض للإصابة، أصيب هو ورحل شهيداً».

Email