محللون لـ «البيان»: أمريكا ستواصل الحرب على داعش بعد الانسحاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

حذّر محللون وخبراء أردنيون، من أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكل خطراً، وأن الانسحاب الأمريكي من سوريا، ستتم الاستعاضة عنه بتكثيف الوجود الأمريكي في العراق، لمراقبة أي مخاطر، سواء من داعش أو إيران.

وأكّد الخبير الاستراتيجي، د. فايز الدويري، أنّ تنظيم داعش لم ينتهِ، وإنما انهزم بشكل عسكري، وأنّ خلاياه لا تزال موجودة، ما يقوّي من احتمالات عودته، مشيراً إلى أنّ تقرير وزارة الدفاع الأمريكية، الذي يحذر من عودة التنظيم، يحمل تحذيرات نشرت مراراً، إلّا أنّ التوقيت اختلف، لا سيّما مع إعلان ترامب رغبته في سحب القوات الأمريكية من سوريا.

وأضاف الدويري: «لا يوجد وضوح في الاستراتيجية والرؤية الأمريكية، وهذه الضبابية يتم توظيفها لخدمة الغايات والمصالح، الانسحاب سينفذ، وسيكون من سوريا باتجاه العراق».

بقاء أسباب

بدوره، أوضح الخبير في الجماعات المتشددة وشؤون الإرهاب، حسن أبوهنية، أن القراءة الأمريكية، تنطلق من وجود أسباب موضوعية لعودة تنظيم داعش، لافتاً إلى أنّ هذه الأسباب لا تزال موجودة، ومن أهمها، عدم وجود انتقال سياسي، وعدم البت في معضلة إدلب وقضية شمال شرقي سوريا، وغيرها من المسببات التي تجعل عودة التنظيم ممكنة.

وأردف: «ما جاء في تقرير البنتاغون لا يناقض الانسحاب، فالرؤية الأمريكية، تؤكد أنه من الممكن مراقبة تنظيم داعش، وتنفيذ هجمات من العراق، ولا داعيَ للوجود في شمال شرقي سوريا، لأنّ هنالك كلفاً عالية، هذه الحالات لا تتطلب تكتيكات عالية المستوى، ويتم من خلال القواعد الأمريكية في العراق، تحقيق كل هذه الأهداف، فضلاً عن مراقبة المليشيات الإيرانية».

سُبات

إلى ذلك، أشار المحلل العسكري، محمد العبادي، إلى أنّ التنظيمات الإرهابية لا تنتهي على الإطلاق، وستبقى موجودة، وبأشكال جديدة، وذلك عبر اتباعها أساليب جديدة، خاصة التنظيمات الممولة مثل «داعش»، التي تنتمي لأطر ومرجعيات تجعلها قادرة، وتمتلك المقدرة رغم الخسائر العسكرية، مضيفاً: «هذه التنظيمات تعيش فترة سبات، إلى حين الظهور وفق الظروف الخاصة والإقليمية».

وأوضح العبادي أنّ الانسحاب الأمريكي، لا يتناقض مع هذه التحذيرات، بل هو انسحاب تكتيكي معين ومدروس، للتموضع في مكان آخر، وتنفيذ مهمة أخرى لدى القيادة الأمريكية، مشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة، حريصة على إبقاء أذرع لها في كل مكان، وألّا تخسر هذا الوجود.

Email