تقارير «البيان»

معسكر لتفريخ الإرهاب يفضح مشروع «نهضة» تونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

سيطرت قضية المعسكر الدعوي للأطفال، والذي تم الكشف عنه الأسبوع الماضي في تونس، على الاهتمام الحكومي والبرلماني والأمني والقضائي والإعلامي والشعبي، بعد أن فضحت أحد مسارات تغلغل ثقافة الإرهاب في المجتمع، والتي تبين أن ذلك المعسكر لم يكن سوى أحد نماذجها المنتشرة في جغرافيا البلاد.

وبينما قال رئيس الحكومة يوسف الشاهد، إن الدولة لن تسمح بدمغجة الأطفال، يرى المراقبون أن البلاد تعرف منذ العام 2011 مشاريع معلنة لتغيير وجه المجتمع عبر نشر التطرف الديني وبث ثقافة الكراهية وذلك ضمن مخططه يقوده الإسلام السياسي بمختلف تفرعاته وعلى رأسها حركة النهضة الإخوانية التي تشغل تحركات الجماعات السفية، للانقلاب على قيم المدنية والحداثة التي كرستها دولة الاستقلال، وهو ما جعل النائبة بالبرلمان سامية عبّو، تصرخ في جلسة عامة خصصت للغرض الاثنين «نريدها تونس، ويريدونها تونستين».

ويضيف المراقبون أن وجود حركة النهضة في دواليب الحكم منذ أواخر العام 2011، ساعدها في حماية الجماعات المتشددة لتجعل منها خزاناً انتخابياً وحصناً لمشروعها العقائدي، مستدلين على ذلك بتصريحات سابقة لزعيم الحركة راشد الغنوشي الذي وصف المتشددين بأنهم يبشرون بثقافة جديدة، وأنهم يذكرونه في شبابه، ودعوته لبعض قادتهم في 2012 إلى التحرك في البلاد، والاستفادة من الحرية للنشاط في الخيام الدعوية والمدارس الدينية ووسائل الإعلام.

الخروج عن القانون

وحادثة المعسكر، أكدت مرة أخرى على خطر الجمعيات الدينية والدعوية التي تم تشكيلها منذ العام 2011، فتونس يوجد بها حالياً أكثر من 23 ألف جمعية ناشطة، أي بزيادة تصل إلى ثمانية آلاف جمعية عما كان عليه قبل الإطاحة بالنظام السابق، أغلبها مرتبط بحركة النهضة وحزب التحرير والجماعات السلفية، وهي تقوم باختراق المجتمع أفقياً من خلال ما تحصل عليه من تمويلات من الداخل والخارج، وبعضها متورط في الإرهاب وفي تسفير المقاتلين إلى بؤر التوتر.

ورغم أن رئيس الحكومة قال أول من أمس إنه تم الانطلاق في تتبع كل من يخرق القانون تحت غطاء الجمعيات وتم رفع أكثر من 160 قضية ضد هذه الجمعيات ، فإن المعارضة ة تشكك في هذا الاتجاه الحكومي، حيث سبق منذ سنوات أن تم الحديث عن مقاضاة هذه الجمعيات أوغلقها، دون أن يتم ذلك فعلاً.

شجرة تكشف الغابة

بعد الإعلان عن فضيحة المعسكر وما يدور داخله من اعتداء على براءة الأطفال واستغلالهم جنسياً واقتصادياً وتعريضهم للضرب والتعذيب وتنشئتهم على ثقافة التكفير والتطرف، وتجهيزهم عبر الأعمال الشاقة ليكونوا مقاتلين شرسين يتم استخدامهم في أي صراع داخلي أو خارجي، اتجهت الأنظار إلى معسكرات أخرى في مناطق عدة في البلاد، تم بعثها على أنها مدارس قرآنية، في حين أنها ثكنات مغلقة، يتم استدراج الأطفال إليها للتدرب.

Email