فلسطين.. الموت يلاحق الغزاويين على شواطئ اليونان

قوارب الموت للهجرة إلى أوروبا | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلاحق الموت أبناء الشعب الفلسطني داخل بلادهم وخارجها، فداخلها يموتون ألف مرة من شدة الفقر والبطالة، وتنتهي حياتهم خارج بلادهم خلال رحلة البحث عن الحياة والمستقبل خلال رحلة الهجرة إلى دول أوروبية عبر البحار.

وفجع سكان قطاع غزة بالأمس بخبر غرق قارب يحمل مجموعة كبيرة من الفلسطينيين خلال هجرتهم من تركيا إلى اليونان، ووفاة أحدهم غرقاً قرب السواحل اليونانية.

علي جبريل أحد الناجين من الغرق على القارب، وهو من سكان مخيم البريج، قال إن غدر صاحب المركب التركي أدى لغرق القارب ووفاة صديقهم حسن أبو سيدو.

وبدأت الحكاية عندما تحركوا على قارب صغير لا يتسع إلا لـ 15 شخصاً، وكان بداخله 40 مهاجراً فلسطينياً، من منطقة ديدن والتي تبعد 250 كيلومترا عن إزمير، بداخله أطفال ونساء وشباب وعائلات ومسنون.

تهريب

على أن يقود رحلة هجرتهم مهرب تركي على قارب قريب من قارب المهاجرين، ولكنه غدر في المهاجرين بعد ربع ساعة من التحرك تركهم في المياه الإقليمية وحدهم بدون سائق للقارب، وهنا بدأت محاولات المهاجرين بقيادة القارب ومحاولة توجيهه باتجاه اليونان.

ولحسن حظ المهاجرين وصلوا المياه الإقليمية، وبدؤوا هنا رحلة جديدة للكفاح من أجل الحياة، بعدما بدأ الموج يخرج عن رغبتهم بأن يكون ارتفاعه 20 سم، بضرب القارب، وارتفاعه إلى نصف متر تقريباً، وفقدوا السيطرة على القارب، وبدأ يموج في القارب يميناً ويساراً، ويسير بهم عكس رغبتهم.

ويقول جبريل: «مكثنا في المياه ثلاث ساعات نحاول قيادة القارب، لحين ما اقتربنا من الجزيرة اليونانية، والتي لا يوجد فيها أي إضاءة لأنها جزيرة عسكرية، وكنا نسير في طريق معتم ومظلم، ولا يوجد إلا ضوء القمر، وكنا نتبع الخريطة على هاتف أحد المهاجرين معنا، ولكن بعد فترة نفدت شحنة البطارية».

ظروف

ولفت إلى أن خروجهم من تركيا كان على أساس أن يكون الانطلاق الساعة العاشرة مساء لغاية الساعة الثالثة فجراً، وأن البحر صالح للملاحة، ولكن نتيجة ظروف معينة انطلقوا في رحلتهم الساعة الثانية والنصف فجراً، أي قبل نص ساعة من هذه الفترة المسموحة لهم.

وانقلب البحر في هذه الفترة على رغباتهم، حتى وصلوا سالمين إلى جزيرة يونانية، على أمل أن يجدوا شاطئا مناسبا ليرسوا عليه، لكنهم تفاجؤوا بوجود صخور جارحة، وعند اقترابهم حاولوا الابتعاد عن الصخور، لكن قوة الموج دفعتهم إلى البر، وارتطم القارب بالصخور.

وأوضح أن الهم الوحيد لهم إنقاذ المسنين والنساء والأطفال بعد الوصول إلى الجزيرة بدأ المهاجران بالبحث عن صديقهم حسام أبو سيدو، لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة، فبدأ الخوف ينتاب الجميع خوفاً من غرقه.

الغرق

وقال جبريل: «لم نعرف عن صديقنا حسام أي خبر، ولكن تفاجأنا بعد تشريح الجثة أن رأسه ارتطم بالصخور، وأغمي عليه، ومات غرقاً

وأصيب خلال الرحلة عدد كبير من المهاجرين بجروح من الصخور الجارحة،.

وبعد ساعتين من الوصول إلى الجزيرة اليونانية، وصل الجيش اليوناني واصطحب المهاجرين إلى منطقة آمنة، وحضرت عدة طائرات هليوكبتر للبحث عن حسام، وبعد 8 ساعات عثروا على جثته.

Email