الحريري في أول خطاب بعد التشكيل: زمن المسكّنات انتهى

لبنان يُنهي ماراثون التعطيل بتشكيل الحكومة

الحريري خلال المؤتمر الصحافي لإعلان تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في بيروت | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنهى لبنان أمس مشوار تعطيل التشكيل الحكومي بسبب تجاذبات سياسية كان لميليشيات حزب الله الدور الأبرز فيها، حيث أعلنت الرئاسة اللبنانية تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في خطوة تنهي نحو 9 شهور من الخلافات حول الحقائب الوزارية.

وأصدر الرئيس اللبناني ميشال عون مرسوماً بتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سعد الحريري. وجاء تشكيل الحكومة المؤلفة من 30 وزيراً يمثلون مختلف القوى السياسية الكبرى في البلاد، بينهم 4 نساء في سابقة هي الأولى من نوعها، بعد خلافات سياسية على تقاسم الحصص ووسط خشية من تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد.

وقال الحريري إثر إذاعة مراسيم تشكيل الحكومة من قصر بعبدا: «مدة طويلة مرّت ووصلنا إلى تشكيل حكومة على صورة لبنان 2019، ونبقى مع رئيس الجمهورية فريقاً واحداً في خدمة البلد، ونعتذر من اللبنانيين على التأخير، ونؤكد أن مهمة عمل الحكومة والتضامن داخل مجلس الوزراء، فنحن أمام تحديات اجتماعية واقتصادية».

وأضاف: «الحل لا يكون بالتنظير بل ببرنامج واضح، والقضايا لا تحتمل التأخير والمساومات، والتعاون بين الوزراء واجب لنكون على مستوى التحدي، وجدول أعمال للحكومة لا يحتمل التأخير وزمن المسكنات انتهى».

وتابع: «التمويل موجود والمطلوب قرار التنفيذ، وهذا القرار يحتاج إلى إصلاحات إدارية والتمويل لا يكون إلا بإصلاحات جدية». وأشار إلى أن «وجودنا في الحكومة مهمة ليست بسهلة، ولا خيار أمامنا إلا تحمل المسؤوليات، وأعتمد على جميع الوزراء في بناء الدولة». وشكر الحريري «رئيس الجمهورية والقوات اللبنانية التي قامت بجهد كبير». وأعلن أن أول اجتماع لمجلس الوزراء سيكون غداً (السبت).

وستكون هذه ثالث حكومة برئاسة الحريري، الذي تعهّد بإجراء الإصلاحات اللازمة لوضع المالية العامة على مسار مُستدام والحصول على مليارات من التمويل لدفع النمو الاقتصادي الضعيف.

وبعد خطاب التشكيل، كتب الحريري في تغريدة على تويتر: «إلى العمل».

تجاوز التعطيل

في الأثناء، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في مؤتمر صحافي إن القوات اللبنانية تسهم بولادة الحكومة بعد تعطيل من بعض الجهات بمطالب غير معقولة، موضحاً أن القوات اللبنانية قبلت بحقيبة وزارة التنمية الإدارية في التشكيلة الحكومية الجديدة. وذكر أن القوات اللبنانية عرضت التخلي عن وزارة الثقافة مقابل وزارة التنمية الإدارية إذا كان ذلك سيعجل بإعلان التشكيلة.

وأضاف: «القوات اللبنانية عملت على دراسة الحكومة الإلكترونية ووضعت جميع الخطط، فمستقبل لبنان بالحكومة الإلكترونية ولهذا السبب قبلت القوات». وتابع: «نعد المواطنين بالوصول إلى الدولة التي يحلمون بها، دولة القانون والحق وتليق بالمواطن اللبناني وبآبائنا وأجدادنا».

إجراءات حاسمة

إلى ذلك، شدد مساعد وزير الخزانة الأمريكي لشؤون مكافحة تمويل الإرهاب مارشال بيلينجسلي على أن واشنطن سوف تستمر في مساعيها لمنع ميليشيات حزب الله «من استغلال النظام المصرفي اللبناني لتمويل أعمالها الإرهابية، محذرا من أن أي عقوبات ستفرض على المصارف اللبنانية فسيكون الحزب قد تسبب بها.

وكشف بيلينجسلي، خلال طاولة مستديرة شاركت بها «العين الإخبارية» في السفارة الأمريكية ببيروت أول من أمس أن إجراءات حاسمة تتخذها الولايات المتحدة من أجل تجفيف منابع دعم الحزب عبر النظام المصرفي وخارجه.

Email