تقارير «البيان»

أطفال في «الزعتري» حائرون بين لقمة العيش والتعليم

عمر محسن يعمل في مطعم فلافل | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، ثمة أطفال تخلّوا عن براءتهم، واستبدلوا أحلامهم بهموم وتفاصيل يومية تعجز الجبال على حملها. هم أطفال سوريا أينما لجأوا يحاولون بث الحياة والإصرار عليها، رغم الأسى والتعب الذي يلاحقهم. يعملون من أجل كسب الرزق وإعالة عائلة كبيرة لا تكفيها المساعدات من هنا وهناك.

أطفال يجدون أن الدينار الذي يحصلون عليه بعد فترات عمل طويلة قارب نجاة لإخوانهم الرضّع، الذين يطلبون الحليب. محمد العباس (11عاماً) يجر العربة حاملاً أكياساً محمّلة بالطعام، ليصل بهذه العربة إلى السيارة مقابل أجر زهيد يدفع مقابله حقه الأساسي في التعليم.

محمد الذي يعمل من الصباح حتى مغيب الشمس، ويقطن في مخيم الزعتري يقول إنه يعمل ساعات عديدة ليساعد والده في الإنفاق على عائلة مكونة من عشرة أشخاص، ويشكو من أن أوجاع ظهره قتلت أحلامه وبدّدت طموحاته.

الظروف أقوى

وفي السياق ذاته، يقول الطفل عمر محسن (16 عاماً): أعمل في محل لبيع الفلافل، حاولت الالتحاق بالمدرسة ولكن الظروف أقوى منا جميعاً، فعائلتي عدد أفرادها سبعة، ووالدي لا يعمل، وهم بحاجة إلى الدخل الذي يأتي من عملي. في سوريا كنت أدرس، ولكن الأزمة لم ترحم أحداً، ولم يعد هنالك أطفال، فجميعنا كبار بأعمار صغيرة، والهموم كثيرة ولا تنتهي.

يضيف: توجد مدارس ولكن هنالك عائلات أوضاعها المادية صعبة، وعمل الأطفال ضرورة لبقاء هذه العائلة على قيد الحياة، إذا تحسنت الظروف سنعود للتعليم من دون شك.

بحسب نتائج المسح الوطني لعمل الأطفال في الأردن لعام 2016، والذي تم تنفيذه بين وزارة العمل ودائرة الإحصاءات العامة، تشير الدراسة إلى وجود 11098 طفلاً سورياً يعملون في تجارة الجملة والتجزئة وإصلاح المركبات والزراعة والإنشاء والتشييد وغيرها.

Email