محمد بن خليفة .. مصور ليبي قتله البحث عن الحقيقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما غادر المصور الصحفي محمد بن خليفة محل سكناه في شارع الجمهورية بوسط طرابلس في اتجاه الضواحي الجنوبية حيث تدور المعارك بين قوة حماية العاصمة واللواء السابع، كان هدفه أن يلتقط مشاهد الصراع بواسطة الفيديو لنقلها إلى العالم عبر خدمة وكالة الأسوشيتد برس الأمريكية التي يتعامل معها كمتعاون.

بعد أكثر من ساعة، وصل محمد إلى محور سيدي السايح الذي انتقلت إليه المعارك من ضاحية قصر بن غشير، وهناك كانت المواجهات على أشدها، لكن روح المغامرة الصحفية التي كان يتحلى بها، دفعت به إلى الاقتراب من مناطق القتال لنقل الوقائع في صور حيّة تفضح طبيعة الصراع الدامي الذي لم تزل العاصمة طرابلس وضواحيها تكابده منذ أكثر من سبع سنوات.

تجربة

فجأة، انطلقت شطية لتصيب المصور الشاب ولتنهي حياته ومعها تجربته القصيرة في عالم التصوير الصحفي التي كان قد دشنها في العام 2014، وليطرح الليبيون عدداً من الأسئلة حول ما إذا كان قتل محمد بن خليفة متعمداً من أحد المسلحين الذين لا يريدون للحقيقة أن تظهر للعالم، أو مجرد صدفة وضعت المصور الشاب في مواجهة الموت المجاني الذي تعرفه البلاد؟

وما إن انتشر الخبر، حتى خيّم الحزن على مدينة زوارة المتاخمة للحدود مع تونس، والتي ينحدر منها المصور الشاب، وكان يزورها أسبوعياً للإشراف على أنشطة شبابية في مجال التصوير الصحفي وذلك بمقر مركز زوارة الإعلامي، كما أعاد نشطاء ليبيون تنشيط هاشتاغ «الصحافي ليس إرهابياً».

حيث كتبت الإعلامية فاطمة بن خيال في هذا الصدد «هذا الهاشتاغ تضامن مع الزملاء الذين تعرضوا لانتهاكات خلال عملهم من الجهات الأمنية، وبدأ ذلك منذ سنوات خلال عملنا الميداني».

جوائز

ونعى المصور طه الكريو زميله المصور محمد بن خليفة قائلاً: «هو أحد أبرز المصورين الصحفيين في ليبيا منذ 2014، نال العديد من الجوائز وشارك بالعديد من المسابقات والمعارض الدولية ويعمل حاليًا مصورًا لوكالة الأسوشيتد برس AP في طرابلس» وندد أستاذ الإعلام في الجامعات الليبية عبد الكريم الزياني بجريمة الاعتداء على الصحفيين، وقال إنه يحمل المسؤولية للميلشيا فقط.

حرية الصحافة

وكان تقرير منظمة مراسلون بلا حدود لسنة 2017 حول تصنيف حرية الصحافة في العالم، كشف أن ليبيا تحتل المركز 164 من أصل 180 دولة في ترتيب حرية الصحافة في العالم، كما شهدت ليبيا هروب ما يقرب الخمسين صحافياً إلى دول أخرى بسبب التهديدات التي تطال سلامتهم البدنية وسلامة عائلاتهم.

كما أشار التقرير إلى أن عدد الانتهاكات في حق الصحافيين يتزايد باطراد «وسط إفلات تام من العقاب في سياق حرب لا تتردد أطرافها المتناحرة في استهداف الأصوات الحرة».

ويحتل المصور محمد بن خليفة رقم 12 في قائمة الصحفيين الليبيين الذين قضوا بسبب الصراع القائم في البلاد منذ العام 2012، ووفق المركز الليبي لحرية الصحافة فإنه «لا تزال الجرائم المُرتكبة بحق الصحفيين والمدونين في تصاعد مُستمر وسط حالة الإفلات من العقاب نتيجة عجزالأجهزة الأمنية والقضائية عن ملاحقة الجُناة.

Email