طهران تستغل تنظيم الحمدين وتبتزه

محللون سعوديون: إيران تسخر من قطر وتتباهى بتفوّقها في إنتاج الغاز

Ⅶ د. ماجد بن عمر المجحدي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قرابة الـ51 تريليون متر مكعب من الغاز في حقل غاز الشمال الذي تتقاسمه إيران وقطر، جعلت وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه يُخرج لسانه ساخراً من قطر التي كانت تتباهى حتى الأمس القريب بتفوّق إنتاجها من الغاز الذي استخدمت عائداته للإضرار بأقرب جيرانها وأشقائها في الخليج مروراً إلى التآمر على دول أخرى عربية وإفريقية، في إطار سعيها لكسب نفوذ لن يحققه المال.

وأكّد وزير النفط الإيراني زنغنة ارتفاع إنتاج بلاده من الغاز ليصل إلى 610 ملايين متر مكعب يومياً، بنسبة ارتفاع 35 في المئة خلال العام المالي الجاري مقارنة بالعام الماضي، مضيفاً أنّ إيران تفوّقت على قطر في مجال إنتاج الغاز، وهو ما وصفه مراقبون سياسيون واقتصاديون بأنّه يكشف مدى استغلال النظام الإيراني لتنظيم الحمدين، وتحقيق أقصى قدر من المصالح الاقتصادية على حساب قطر، بل السخرية منها بعد تحقيق الهدف الذي يؤكد انتهازية النظام الإيراني الذي تراهن عليه الدوحة.

وقال الباحث المتخصص في الشأن الخليجي، د. ماجد بن عمر المجحدي، إن النظام الإيراني الذي تعتمد عليه الدوحة أظهر منذ بداية أزمة تنظيم الحمدين مع جيرانه في الخليج، انتهازيته السياسية والاقتصادية، إذ سعت إيران إلى استغلال الأزمة القطرية لتعزيز تغلغلها في منطقة الخليج عبر بوابة تنظيم الحمدين، فضلاً عن تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والاقتصادية، من خلال فتح الممرات الجوية والبحرية للنظام القطري، وإغراق أسواق الدوحة بمنتجاتها الغذائية والاستهلاكية الرديئة.

وأضاف المجحدي أن إيران هي العدو ‏المشترك لدول مجلس التعاون التي ما تزال قطر إلى الآن عضواً فيه، وأظهرت طهران غير مرة انتهازيتها السياسية تارة والاقتصادية تارة أخرى للدوحة، وعلى الرغم من الخدمات القطرية السخية للإيرانيين ومشاريعهم العدائية في المنطقة، فإنّ طهران لا تبدو على استعداد لتقديم أي دعم لقطر سوى مجموعة من الوعود والمواقف العامة التي لا تؤخر ولا ‏تقدم، بل تُخرج بين الحين والآخر لسانها لنظام الحمدين لتؤكد هذه الانتهازية.

نيات

من جهته، أكد الخبير الاستراتيجي، د. فهد بن عبد الرحمن الرويشد، أن تصريحات وزير النفط الإيراني بتفوّق بلاده على قطر في إنتاج الغاز تُظهر نيات طهران وأن علاقتها مع الدوحة تأتي لتحقيق مطامع فقط، وتظهر مدى شعور النظام الإيراني بخطورة التفوّق القطري في إنتاج الغاز عليها وعلى مصالحها الوطنية، وهو ما لم يستطيع وزير النفط الإيراني أن يكتمه، ففضح تصريحه انتهازية العلاقة التي نسجتها بلاده مع تنظيم الحمدين على المستويين السياسي والاقتصادي.

ولفت الرويشد إلى أن لغة التعالي على النظام القطري تتغطى كثيراً في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، إلى درجة أن مستشار خامنئي علي أكبر ولايتي أكد أن بلاده منعت النظام القطري من الانهيار، كما منعت النظام السوري من السقوط، كما أن مدير الموانئ والملاحة البحرية في جنوب إيران قاسم عسكري أعلن أن ميناء بندر لكنة صدّر في الأشهر السبعة الأولى من المقاطعة الخليجية والعربية 1900 حاوية غذائية ومحاصيل زراعية إلى قطر، في لغة تشي بالتعالي والانتهازية، وكأنه يمنّ على تنظيم الحمدين.

انتهازية

وشدّدت الباحثة السعودية د. نوف الجهني على أنّ الدوحة اختارت منذ البداية محور إيران، لتحلّق بعيداً عن المحور العربي وتمضي ضد مصالحه، على الرغم من رفض الشعب القطري تلك السياسات التي يتبعها تميم بن حمد ضد جيرانه العرب، مشيراً إلى أنّ الانتهازية الإيرانية التي تتجلى في تصريحات مسؤوليها تجاه تنظيم الحمدين نابع من إدراكهم بأنهم يمثلون طوق النجاة الوحيد للتنظيم بعد أن أحرق كل مراكب عودتها إلى محيطها الخليجي، وسعيها لزيادة وتوسيع علاقاتها مع طهران نكاية في الرباعي العربي، ومحاولة استفزازه، دون إدراك أنّ طهران ستستنزف قطر وتلفظها في نهاية المطاف.

Email