الشعب القطري يحاصر ذباب عزمي بشارة ويلتف حول «ناصر آل ثاني»

تصريحات «بن جاسم» تكشف يأس وتخبط «الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصف نواب برلمانيون ودبلوماسيون سابقون تصريحات رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم بغير المسؤولة وتكشف مدى اليأس والتخبط الذي وصلت له قطر في أعقاب المقاطعة العربية، وشدد النواب والقادة على أن التصريحات في مجملها لم تأتِ بجديد غير أنها في الوقت ذاته تفيض بالكراهية والعدوانية.. وبالتزامن اصطف الشعب القطري خلف جاسم بن ناصر آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، والذي أكد في تصريحات أن حل أزمة بلاده في الرياض، وتحديداً عند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «الأب الكبير للخليج».

واستهجن نواب في البرلمان المصري ما أدلى به حمد بن جاسم، وقالت عضو لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري شادية خضير، إن بن جاسم لم يقل جديداً في حديثه الذي أدلى به، مشيرة إلى أن التصريحات هي لم تخرج عن الأحاديث المُتكررة التي لا تحمل جديداً لكنها تؤكد مدى التخبط القطري وضعف الموقف والحُجة، فهي في الوقت ذاته تؤكد أيضاً على استنفاد قطر لكل السبل التي تتبعها في محاولة الهروب من آثار المقاطعة.

موقف مشهود

ورداً على حديث بن جاسم واتهامه لمصر بأنها قد شاركت في مقاطعة قطر لأنها «محتاجة لمبالغ ضخمة» على حد ادّعاءاته، قالت خضير، إن تلك الادّعاءات مرفوضة كلية؛ فمصر تُدرك منذ فترة طويلة جداً خطورة الدور الذي تقوم به قطر في المنطقة، وكانت قد حذرت مراراً وتكراراً من ذلك الدور والدعم القطري لعناصر وجماعات إرهابية ومن خطورة ما تتبناه قطر من مخططات في المنطقة والأدوار التي تلعبها، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن مواقف مصر تُبنى على رؤية دقيقة لقضايا وأزمات المنطقة، وتنطلق من أساس الدفاع عن أمن المنطقة في مواجهة أي مخاطر تواجهها.

وتوضح البرلمانية المصرية، لـ «البيان»، أن «مصر طيلة عمرها لها رؤية وقرار مستقل كدولة، فهي الشقيقة الكبرى التي تُحدد سياساتها بما يصب في مصلحتها ومصلحة الأشقاء، دون أن تكون مُجبرة على شيء أو أي مواقف تُملى عليها»، مؤكدة أن مصر ودول المقاطعة يدركون جميعاً خطورة الدور الذي تلعبه الدوحة على المنطقة وعلى الدول العربية كافة، ومن ثم جاء قرار الرباعي العربي بالمقاطعة التي كشفت الكثير عن طبيعة ذلك الدور القطري.

وتردف خضير قائلة: «التاريخ يشهد على مواقف مصر القوية، والدور الذي تقوم به.. مثل تلك التصريحات هي محاولة للتقليل من دور مصر وتشويهها، ولا يعول عليها إطلاقاً، ذلك أنه معروف الهدف منها سلفاً».

حديث بلا حجج

ويرى سفير مصر لدى الدوحة سابقاً محمد المنيسي، في تصريحات خاصة لـ«البيان»، أن «بن جاسم» افتقد حديثه للحُجج المنطقية التي تدعم تصريحاته، فقد قال إن «قطر خرجت أقوى من الأزمة» ذلك على رغم أن الأرقام والتقارير والبيانات الصادرة عن منظمات دولية مرموقة تثبت كيف تضررت الدوحة بصورة كبيرة جراء المقاطعة، وكيف أنها تعاني أزمة سيولة تضطرها إلى تسييل بعض الأصول، وكيف أن كثيراً من الاستثمارات قد هربت من الدوحة وخرج الكثير من المستثمرين، فيما لم يوضح كيف «خرجت أقوى» من الأزمة؟

افتقاد حديث بن جاسم المنطق والحجج يأتي على نفس السياق الذي تسير فيه دوحة الإرهاب في محاولة إظهار التماسك على رغم ما تعصف بها من أزمات هائلة، وفق المنيسي الذي يؤكد كذلك على أن تصريحات بن جاسم هي تأكيد لموقف الدوحة الكاره للدول العربية، موضحاً أن «حمد بن جاسم لن يستطيع أن يخفي كراهيته لمصر، فضلاً عن عدائه وكرهه للمملكة العربية السعودية.. فقطر - التي اعتمدت على احتياطاتها المالية لإغراء تركيا وإيران (على رغم أنهما حليفان بينهما تناقضات ضخمة) طيلة الفترة الماضية منذ بدء المقاطعة - تشعر بالدونية سواء بالنسبة للحجم أو عدد السكان أو التأثير على السياسات العالمية، وبالتالي تكن كراهية شديدة للدول المؤثرة في المنطقة».

ونقل سفير مصر الأسبق لدى الدوحة محمد المنيسي حديثاً جانبياً كان شاهداً عليه بنفسه في ديسمبر 1995، إذ قال حمد بن جاسم آنذاك إنه يعتقد بأن «السعودية هي العدو الأساسي لقطر، وليس إيران هي العدو لقطر».

واعتبر المنيسي أن ذلك يأتي بسبب شعور قطر بالدونية، وبالتالي فهي تكن عداءً للدول العربية الكبيرة المؤثرة في المنطقة. فيما اعتبر محللون ان حديث حمد بن جاسم الذي دعا خلال للطبيع مع اسرائيل وطالب بما أسماه "حوار جاد مع إيران"، يعد مواصلة لدور قطر التخريبي في المنطقة.

في الأثناء فوجئ نظام «الحمدين» في الدوحة، بحملة تأييد واسعة للشيخ جاسم بن ناصر آل ثاني، أحد أعضاء الأسرة الحاكمة في قطر، والذي أكد في تصريحات أن حل أزمة بلاده في الرياض، وتحديداً عند خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «الأب الكبير للخليج».

وهاجم الشيخ جاسم بن ناصر إعلام «الحمدين»؛ رافضاً وصف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بـالأشقاء، وهو ما قابله مغردون بحملة تأييد جاءت بعد هجوم شديد تعرض له من قِبَل إعلاميين موالين لتنظيم الحمدين والذباب الإلكتروني لعزمي بشارة مستشار أمير قطر، في أعقاب تصريحاته لفضائية «بي بي سي» قبل يومين.

الأب الكبير للخليج

وبحسب ما تناقلته مواقع إخبارية؛ فقد أعاد مغردون بث مقاطع فيديو من لقاء «آل ثاني»؛ مؤكدين أن ما جاء فيها يعبر عنهم؛ حيث قال: «90% من الشعب والقيادات يريدون السلام ويريدون حل الأزمة، أعتقد أن الحل ليس مع المبعوث الأمريكي أو أي مبعوث آخر، الحل نحن نؤمل فيه على خادم الحرمين الشريفين، و هو الأب الكبير للخليج، ونحن نحترمه ونكنّ له كل تقدير واحترام».

حملة قمعية

وكانت تقارير فرنسية، قد أزاحت الستار عن حملة «قمعية» يشنها أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني لتصفية حساباته مع أبناء أسرته، بالزج بهم في السجن بدون جرائم حقيقية أو اتهامات؛ لمجرد تقاربهم مع أشقائهم في المملكة العربية السعودية، ورفضهم سياسة التقريب مع تنظيم الإخوان الإرهابي.

وتحت عنوان «تصفية الحسابات في الأسرة الحاكمة القطرية»، أكدت مجلة «ماريان» الفرنسية في تقرير نشرته مؤخراً، أن أمير قطر زج بابن عمه، حفيد الحاكم الأسبق للإمارة، في السجن لمدة 25 عاماً دون أي جريمة؛ فقط لتقاربه مع السعودية، ورفضه سياسته القريبة من تنظيم الإخوان الإرهابي والتنظيمات المتطرفة الأخرى.

Email