«تنظيم الحمدين» يغرق أكثر بأخطائه السياسية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو أن «تنظيم الحمدين» لا يرون أبعد من أنوفهم في العمل السياسي، ذلك أن النظام القطري يعتمد في رسم سياسته الخارجية على عقول خارج إطار المنظومة الخليجية، ولا تعي أهمية العمل الخليجي.

منذ اليوم الأول من الأزمة، خرجت قطر من عمقها الخليجي وبدأت تفكر كما لو أنها دولة خارج الجغرافيا الخليجية، فاندفعت إلى إيران وتركيا ورفضت فكرة «الحل في الرياض» القائمة على العمق الخليجي، واستمر تنظيم الحمدين في جذب العناصر المتطرفة المعادية لأمن واستقرار دول الخليج وضخت الأموال من أجل الإساءة إلى دول مجلس التعاون الخليجي.

اليوم تثبت الوقائع المتتالية، حتى الرياضية منها أن الدوحة عاجزة عن الاستمرار بتلك الطريقة التي تعيش بها وفق عقول من يتحكم بهذه الدولة. وكان حديث رئيس الفيفا واضحاً من أنه لا غنى عن مساندة دول الجوار في إقامة المونديال العالمي لكرة القدم المقبل في العام 2022 والذي لن تتمكن قطر وحدها من إدارته، ليعلم مسؤول الفيفا الرياضي قادة الدوحة دروساً في فن السياسة وهو من خارج الجغرافيا.

ويرى الكاتب السعودي محمد الحربي أن الدوحة منذ اليوم الأول من الأزمة وحتى الآن لم تتغير وتتعامل مع الأزمة بلا مبالاة وصبيانية سياسية، ذلك أن الأغراب هم الذين يحكمون الدوحة الآن، وما تنظيم الحمدين إلا أداة لتنفيذ أفكار الآخرين العبثية.

ويؤكد الحربي لـ«البيان» أن تنظيم الحمدين يغرق كل يوم أكثر فأكثر بأخطائه السياسية في التعامل مع الأزمة الخليجية، مشيراً إلى أن الدوحة لا تريد أن تفهم الدرس، أن الخليج يجب أن يبقى خليجياً وفق الأعراف التي تأسست عليها هذه الدول في إرساء الأمن والاستقرار وليس الدسائس والمؤامرات.

البعد الرياضي في المسألة الخليجية، جاء ليؤكد أن قطر لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تعيش بعيداً عن الدول الخليجية الشقيقة، بل أن الجغرافيا تفرض نفسها على هذه العلاقات، حتى أن الرياضة قدمت للدوحة درساً يجب التوقف عنده، لكن على ما يبدو لا حياة لمن تنادي.

حتى من الناحية الاقتصادية، تشهد الأسهم القطرية طوال الأشهر الماضية هبوطاً حاداً بينما تكبدت كل الشركات القطرية خسائر فادحة بعد انسحاب الشركات الخليجية الأخرى، بعد قرار المقاطعة. إلا أن الدوحة لم تفهم درس المقاطعة من الدول الأربع بما يجب أن يكون وذهبت إلى مهاترات ومكابرة لا داعي لها، بينما كان الطلب الجوهري واضحاً من الدوحة الكف عن دعم الإرهاب وألا تكون الدوحة موطئ قدم لمن يسييء إلى الدول الخليجية الشقيقة.

ويقول الكاتب إبراهيم ناظر، كل الدروس لن تفيد مع الدوحة، بعد الهجمة الأخيرة والحملات الإعلامية المضللة بحق جيرانها، لافتاً إلى أن قطر اخترقت كل الأعراف الدولية والسياسية وحقوق الجوار من خلال حملات التشويه التي بدأت تنال من قيادات خليجية كبيرة.

Email