البشير يتوعد بالحسم ويتهم جهات خارجية بالسعي لتكسير السودان

تظاهرات مؤيدة ومعارضة تعم الخرطوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضت العاصمة السودانية الخرطوم أمس سحابة يومها ما بين (تسقط بس وتقعد بس)، بعد خروج الآلاف في حشدين، أحدهما يطالب بإسقاط الحكومة والآخر مؤيد لبقائها، وتوعد الرئيس السوداني عمر البشير خلال مخاطبته حشد تأييده كل من يسعى لتخريب ممتلكات الشعب السوداني بالحسم.

وشدد على أن مهمته تأمين حياة الناس وحماية ممتلكاتهم من التخريب والتدمير والنهب، وأكد جاهزيته لتسليم السلطة حالما جهز الشباب أنفسهم ووحدوا صفهم، في ذات الوقت الذي تصاعدت فيه حدة التظاهرات، بعد أن خرج فيه الآلاف في مدينة أم درمان إحدى أكبر مدن العاصمة الخرطوم الثلاث في موكب احتجاجي جديد دعا له تجمع المهنيين السودانيين، بغرض تسليم مذكرة للبرلمان تطالب بتنحي الحكومة بجانب تظاهرات بمناطق أخرى.

واندلعت بأم درمان أمس (العاصمة الوطنية) تظاهرات أمّها الآلاف من المهنيين بمختلف تخصصاتهم بجانب شرائح المجتمع الأخرى، وتحرك موكب المحتجين من منطقة الشهداء وسط أم درمان متوجهاً إلى مقر البرلمان، لتسليمه مذكرة تطالب بتنحي الحكومة، واحتل المحتجون لساعات شارع الـ(40) أكبر شوارع المدينة تمام بعد أن أغلقوه بالحجارة لإعاقة وصول القوات الأمنية المنتشرة بكثافة إلى المتظاهرين، غير أن قوات الآمن والشرطة حاصرت المحتجين وأمطرتهم بالغاز المسيل للدموع للحيلولة دون وصولهم إلى وجهتم، كما أحاطت قوات مشتركة من الجيش والشرطة وجهاز الأمن وهي بكامل تسليحها بمقر البرلمان الذي شارف بعض المحتجين على وصوله.

شعارات سلمية

وهتف المتظاهرون بهتافات مناوئة للحكومة ومطالبة بسقوطها، ورفعوا شعارات بسلمية احتجاجاتهم، غير أن شهود عيان أكدوا لـ(البيان) أن مواجهات حدثت بين المتظاهرين وقوات الأمن أثناء عمليات المطاردة بأزقة وشوارع حي الموردة العتيق الداخلية، بجانب تنفيذ حملات اعتقال واسعة في أوساط المتظاهرين، كما انطلقت تظاهرات أخرى بمنطقة بري بالخرطوم شرق، وأغلق المتظاهرون شارع معرض الخرطوم الدولي، غير أن قوات الأمن فرقتها في حينها.

وبالمقابل قال الرئيس السوداني عمر البشير خلال مخاطبته حشداً من أنصاره نهار أمس، إن الطريق الوحيد إلى السلطة هو صناديق الاقتراع، في ذات الوقت الذي أعلن شكره للدول التي وقفت بجانب بلاده في محنتها، واتهم جهات خارجية لم يسمها بالسعي لتكسير السودان والإقعاد به والتآمر عليه، عبر الحرب ودعم التمرد ومحاصرته اقتصادياً من أجل تركيعه وإذلاله بـ(شوية) دولارات وقمح وبترول وغيره حد قوله، وكشف عن شروط وضعتها بعض الجهات لبلاده لحل مشاكل السودان، غير أنه شدد على عزة البلاد أغلى من أي شيء وكرامتها أغلى من أي دولار.

حوار

ودعا البشير حملة السلاح للحوار، وأضاف «ما في بعد اتفاقية السلام والحوار الوطني ووثيقة الحوار سبب لحمل البندقية لأن كل القضايا تمت مناقشتها وتم الحوار حولها وتم الاتفاق عليها»، وأعلن ترحيبه بمثل ما تم الترحيب بمن سبقهم من قادة الفصائل المتمردة الذين وقعوا على السلام، وحض البشير الشباب لتجهيز انفسهم وتوحيد صفهم لأجل تسليمهم السلطة، وقال «نحن جاهزون نقيف انتباه لنسلمكم». وأكد البشير تمسكه، بالانتخابات باعتباره الطريق الوحيد إلى السلطة.

وأضاف «الناس العندهم أجندة خارجية ومدورين من خارج البلاد من أعداء السودان لكن ليس لديهم طريقة، لأن الطريق إلى السلطة واحد هو قرار الشعب السوداني، من خلال صناديق الاقتراع في انتخابات حرة نزيهة»، وزاد «العايز يحكم السودان يرجع للشب السوداني، والذي يختاره الشعب السودان نحن حنقيف نحييه».

Email