«الترويكا» تطالب بمساءلة المسؤولين عن قتل المحتجين

تظاهرات السودان تتجدد.. وموكبان معارض ومؤيد اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجددت التظاهرات الاحتجاجية في السودان أمس وخرج الآلاف بمدينة القضارف شرقي البلاد، في موكب احتجاجي كبير توجه إلى مجلس تشريعي الولاية بغرض تسليم مذكرة تطالب بتنحي الحكومة، في وقت تستعد العاصمة الخرطوم لخروج موكبين اليوم الأربعاء أحدهما مؤيد للحكومة مقرر أن يخاطبه الرئيس البشير وآخر يقوده تجمع المهنيين إلى مقر البرلمان لتسليم مذكرة برحيل الحكومة، في وقت أبدت دول الترويكا قلقها العميق إزاء رد الحكومة السودانية على الاحتجاجات وقتل المتظاهرين، وطالبت بإخضاع المسؤولين عن ذلك للمساءلة.

واندلعت التظاهرات أمس بحاضرة ولاية القضارف أكبر مناطق الإنتاج الزراعي بالبلاد، وواجهت الشرطة المحتجين بإطلاق الرصاص في الهواء والغاز المسيل للدموع رغم أن المتظاهرين رفعوا شعارات بسلمية الموكب، وواصل موكب المحتجين مسيره متوجهاً إلى مقر المجلس التشريعي بالولاية، الذي أغلق أبوابه في وجه المحتجين مما دعاهم لتلاوة مذكرتهم والعودة مجدداً إلى داخل السوق والدخول في عمليات كر وفر مع قوات الشرطة.

حملة اعتقالات

وقال شهود عيان تحدثوا لـ«البيان» إن السلطات الأمنية شنت حملة اعتقالات، كما إنها استبقت خروج التظاهرة باعتقالات طالت عدداً من الناشطين والمعارضين، وأكدوا أن التظاهرات التي دعا لها تجمع المهنيين السودانيين انطلقت بشكل سلمي دون حدوث أي تخريب أو خسائر في الأرواح والممتلكات وخلت في بدايتها من المواجهات العنيفة إلا أن الأمر تطور بعد ساعات ودخل المتظاهرون في مواجهات مع القوات الأمنية، وسبق أن سقط في مدينة القضارف حوالي 10 قتلى جراء تظاهرات شهدتها في الأسابيع الماضية، وأضاف الشهود أن موكب الأمس شاركت فيه جميع فئات المجتمع وأمَّه عدد من رموز وقيادات المجتمع المدني بالولاية.

موكبان

في غضون ذلك من المقرر أن ينطلق اليوم موكبان بالعاصمة الخرطوم أحدهما سيتخذ من الساحة الخضراء بالقرب من مطار الخرطوم مقراً له وهو موكب مؤيد دعا له مناصرو الحكومة ومن المنتظر أن يخاطبه عدد من قيادات الحكومة وعلى رأسهم الرئيس عمر البشير، وأطلق على موكب التأييد ( نفرة سلام السودان)، وبالمقابل دعا تجمع المهنيين السودانيين بمساندة تنظيمات المعارضة إلى موكب رابع سيتحرك من منطقة الشهداء بأم درمان (العاصمة الوطني) وسيتجه إلى مقر البرلمان السوداني بغرض تقديم مذكرته مطالبة برحيل الحكومة بعد أن حالت الأجهزة الأمنية من تقديمها إلى القصر الرئاسي.

بدورها أبدت مجموعة دول الترويكا (المملكة المتحدة والنرويج والولايات المتحدة) وكندا قلقها العميق إزاء رد حكومة السودان على الاحتجاجات الأخيرة، واحتجاز عدد من السياسيين والناشطين والمتظاهرين دون تهمة أو إخضاعهم للمحاكمة، وأكدت أن دولها تصر على حق الشعب السوداني في الاحتجاج السلمي وفقاً لما يكفله القانون السوداني والدولي لحقوق الإنسان لحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات والتعبير.

تقارير

وجاء في بيان لـ«ترويكا» تلقت «البيان» نسخة منه: «روّعتنا التقارير التي تفيد بوفيات وإصابات خطيرة لأولئك الذين يمارسون حقهم المشروع في الاحتجاج، وكذلك تقارير عن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين، نحث حكومة السودان على ضمان إجراء تحقيق كامل وشفاف ومستقل في أقرب وقت ممكن عن هذه الوفيات، وإخضاع المسؤولين عن ذلك للمساءلة»، وطالبت ترويكا الحكومة السودانية بإطلاق سراح جميع الصحفيين وزعماء المعارضة السياسيين وناشطي حقوق الإنسان وغيرهم من المتظاهرين رهن الاحتجاز دون تهمة أو محاكمة فوراً، والسماح لمن يواجهون اتهامات بالتمثيل القانوني.

وقالت إن الإجراءات والقرارات التي ستتخذها حكومة السودان خلال الأسابيع المقبلة سيكون لها تأثير على تعامل حكوماتنا وغيرها من الدول في الأشهر والسنوات المقبلة.

Email